تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٦١
ثم وصف حال المؤمنين في الآخرة فقال تعالى * (إن المتقين في مقام أمين) * يعني في منازل حسنة آمنين من العذاب قرأ نافع وابن عامر * (في مقام) * بضم الميم والباقون بالنصب فمن قرأ بالنصب يعني المكان والموضع ومن قرأ بالضم يعني الإقامة * (في جنات وعيون) * يعني في بساتين وأنهار جارية * (يلبسون من سندس) * يعني ما لطف من الديباج * (وإستبرق) * يعني ما ثخن منه * (متقابلين) * يعني متواجهين كما قال في آية أخرى * (إخوانا على سرر متقابلين) * [الحجر 47] ثم قال * (كذلك) * يعني هكذا كما ذكرت لهم في الجنة ثم قال عز وجل * (وزوجناهم بحور عين) * يعني بيض الوجوه حسان الأعين * (يدعون فيها بكل فاكهة آمنين) * يعني ما يتمنون من الفواكه * (أمنين) * من الموت ويقال * (أمنين) * مما يلقى أهل النار * (لا يذوقون فيها الموت) * يعني في الجنة * (إلا الموتة الأولى) * يعني سوى ما قضى عليهم من الموتة الأولى في الدنيا * (ووقاهم عذاب الجحيم) * يعني يصرف عنهم عذاب النار قوله تعالى * (فضلا من ربك) * يعني هذا الثواب عطاء من ربك للمؤمنين المخلصين * (ذلك هو الفوز العظيم) * يعني النجاة الوافرة * (فإنما يسرناه بلسانك) * يعني هونا قراءة القرآن على لسانك لكي تقرأه وتخبرهم بذلك * (لعلهم يتذكرون) * يعني يتعظون بالقرآن * (فارتقب) * يعني انتظر لهلاكهم * (إنهم مرتقبون) * يعني منتظرون هلاكك ويقال انتظر النصرة وإظهار دينك وهلاكهم إن لم يصدقوك " إنهم مرتبون " يعني منتظرون روي يعلى بن عبيدة عن إسماعيل عن عبد الله بن عيسى قال أخبرت أنه من قرأ ليلة الجمعة سورة الدخان إيمانا واحتسابا وتصديقا أصبح مغفورا له والله أعلم و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وعترته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما دائما
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»