تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٥
قوله عز وجل " رب السماوات والأرض " قرأ أهل الكوفة " رب السماوات " بكسر الباء والباقون بالضم فمن قرأ بالكسر رده إلى قوله * (رحمة من ربك) * " رب السماوات " ومن قرأ بالضم رده إلى قوله * (إنه هو السميع العليم) * " رب السماوات " ويقال على الاستئناف ومعناه هو ربكم وهو رب السماوات والأرض * (وما بينهما إن كنتم موقنين) * يعني مؤمنين موحدين بتوحيد الله * (لا إله إلا هو يحيي ويميت) * وقد ذكرناه * (ربكم ورب آبائكم الأولين) * يعني هو خالقكم ورازقكم * (ورب آبائكم الأولين) * يعني خالقهم ورازقهم سورة الدخان 9 - 16 قوله عز وجل * (بل هم في شك يلعبون) * يعني يستهزئون ويقال هذا جواب قوله * (إن كنتم موقنين) * فكأنه قال لا يوقنون * (بل هم في شك يلعبون) * يعني يخوضون في الباطل قوله تعالى * (فارتقب) * يعني فانتظر يا محمد صلى الله عليه وسلم * (يوم تأتي السماء بدخان مبين) * يعني الجدب والقحط قال القتبي سمي الجدب والقحط دخانا وفيه قولان أحدهما إن الجائع كأنه يرى بينه وبين السماء دخانا من شدة الجوع والثاني أنه سمي القحط دخانا ليبس الأرض وانقطاع النبات وارتفاع الغبار فشبه بالدخان وروى الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال خمس قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر وروي عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في المسجد فسئل عن قوله * (يوم تأتي السماء بدخان مبين) * فقال إذا كان يوم القيامة نزل دخان من السماء فأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم وأخذ المؤمنون منه بمنزلة الزكام قال مسروق فدخلت على عبد الله فأخبرته وكان متكئا فاستوى قاعدا ثم أنشأ فقال يا أيها الناس من كان عنده علم فسئل عنه فليقل به ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم عن قريشا حين كذبوه يعني صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فقال (اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف عليه السلام) فأصابهم سنة وشدة الجوع حتى أكلوا الكلاب والجيف والعظام
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»