تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٩
أعطيناهم من العلامات * (ما فيه بلاء مبين) * يعني ابتلاء بينا مثل انفلاق البحر وأشباه ذلك ثم ذكر كفار مكة فقال * (إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى) * يعني ما هي إلا موتتنا الأولى * (وما نحن بمنشرين) * بعدها " فأتوا بآياتنا إن كنتم صادقين " أنا نبعث بعد الموت يعني قالوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى * (أهم خير أم قوم تبع) * يعني قومك خير أم قوم تبع وإنما ذكر قوم تبع لأنهم كانوا أقرب إلى أهل مكة في الهلاك من غيرهم قال الكلبي وكانوا أشراف حمير * (والذين من قبلهم أهلكناهم) * فكيف لا نهلك قومك إذا كذبوك قال وكان تبع اسم ملك منهم مثل فرعون ويقال إنما سمي تبع لكثرة أتباعه فأسلم فخالفوه فأهلكهم الله تعالى وكان اسمه أسعد بن ملكي كرب وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عائشة رضي الله عنها قالت إن تبع كان رجلا صالحا وكان كعب الأحبار يقول ذم الله قومه ولم يذمه وقال سعيد بن جبير إن تبعا كسا البيت يعني الكعبة وقال القتبي هم ملوك اليمن كل واحد منهم يسعى تبعا لأنه يتبع صاحبه وكذلك الظل يسمى تبعا لأنه يتبع الشمس وموضع التبع في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام وهم ملوك العرب ثم قال * (والذين من قبلهم) * يعني من قبل تبع * (أهلكناهم) * يعني عذبناهم عند التكذيب " إنهم كانوا مجرمين " يعني مشركين سورة الدخان 38 - 42 قوله عز وجل * (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين) * يعني عابثين لغير شيء * (ما خلقناهما إلا بالحق) * يعني إلا لأمر هو كائن ويقال خلقناهما للعبرة ومنفعة الخلق ويقال للأمر والنهي والترهيب والترغيب * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * يعني لا يصدقون ولا يفقهون قوله عز وجل * (إن يوم الفصل) * أي يوم القضاء بين الخلق وهو يوم القيامة * (ميقاتهم أجمعين) * يعني ميعادهم أجمعين الأولين والآخرين ويقال * (يوم الفصل) * يعني يوم يفصل بين الأب وابنه والأخ وأخيه والزوج والزوجة والخليل والخليلة
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»