رسول أمين) قد جئتكم من عند الله تعالى ويقال كريم لأنه كان يتجاوز عنهم ويقال * (امين) * فيكم قبل الوحي فكيف تتهموني اليوم ويقال * (كريم) * حيث يتجاوز عنهم حين دعا موسى ورفع عنهم الجراد والقمل والضفادع والدم * (إني لكم رسول أمين) * فيما بينكم وبين ربكم قوله تعالى * (وأن لا تعلوا على الله) * يعني لا تخالفوا أمر الله تعالى ويقال لا تستكبروا عن الإيمان ولا تعلوا بالفساد لأن فرعون لعنه الله كان عاليا من المسرفين * (إني آتيكم بسلطان مبين) * يعني آتيكم بحجة بينة اليد والعصى وغير ذلك * (وإني عذت بربي وربكم) * يعني أعوذ بالله * (أن ترجمون) * يعني أن تقتلون ومعناه أسأل الله تعالى أن يحفظني لكي لا تقتلوني قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي * (إني عذت) * بإدغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما والباقون بغير إدغام لتبيين الحرف * (وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون) * يعني إن لم تصدقوني فاتركوني قوله تعالى * (فدعا ربه) * يعني دعا موسى ربه كما ذكر في سورة يونس * (ربنا اطمس على أموالهم) * [يونس 88] وقوله * (ونجنا برحمتك من القوم الكافرين) * [يونس 86] * (أن هؤلاء قوم مجرمون) * يعني مشركون فأبوا أن يطيعوني * (فأسر بعبادي ليلا) * فأوحى الله تعالى إليه أن أدلج ببني إسرائيل * (إنكم متبعون) * يعني إن فرعون يتبع أثركم فخرج موسى ببني إسرائيل وضرب بعصاه البحر فصار طريقا يابسا وهذا كقوله تعالى * (فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا) * [طه 77] فلما جاوز موسى مع بني إسرائيل البحر فأراد موسى أن يضرب بعصاه البحر ليعود إلى الحالة الأولى فأوحى الله تعالى إليه بقوله * (واترك البحر رهوا) * قال قتادة يعني طريقا يابسا واسعا وقال الضحاك * (رهوا) * يعني سهلا وقال مجاهد يعني منفرجا وقال القتبي يعني طريقا سالكا كما هو ويقال * (رهوا) * أي سككا جددا أي طريقا يابسا * (إنهم جند مغرقون) * وذلك أن بني إسرائيل خشوا أن يدركهم فرعون فقال لموسى اجعل البحر كما كان فإننا نخشى أن يلحق بنا قال الله تعالى * (إنهم جند مغرقون) * يعني سيغرقون فدخل فرعون وقومه البحر فأغرقهم الله تعالى وبقيت قصورهم وبساتينهم سورة الدخان 25 - 29 قوله تعالى * (كم تركوا من جنات وعيون) * يعني بساتين وأنهارا جارية * (وزروع) * يعني الحروث * (ومقام كريم) * يعني مساكن ومنازل حسنة * (كذلك) * يعني هكذا
(٢٥٧)