تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٨١
تقول اشمأز قلبي من فلان أي نفر منه * (قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) * يعني لا يصدقون بيوم القيامة * (وإذا ذكر الذين من دونه) * يعني الآلهة * (إذا هم يستبشرون) * بذكرها وذلك أنه حين قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم وذكر آلهتهم استبشروا سورة الزمر 46 - 48 قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم * (قل اللهم فاطر السماوات والأرض) * صار نصبا بالنداء يعني يا خالق السماوات والأرض * (عالم الغيب والشهادة) * يعني عالما بما غاب عن العباد وما لم يغب عنهم ويقال عالما بما مضى وما لم يمض وما هو كائن ويقال عالم السر والعلانية * (أنت تحكم بين عبادك) * يعني أنت تقضي في الآخرة بين عبادك * (فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمر الدين قوله عز وجل * (ولو أن للذين ظلموا) * أي كفروا * (ما في الأرض جميعا ومثله معه) * أي مثل ما في الأرض " لافتدوا به " يعني لفادوا به أنفسهم * (من سوء العذاب) * يعني من شدة العذاب * (يوم القيامة) * وفي الآية مضمر أي لا يقبل منهم ذلك * (وبدا لهم من الله) * أي ظهر لهم حين بعثوا من قبورهم * (ما لم يكونوا يحتسبون) * في الدنيا أنه نازل بهم يعني يعملون أعمالا يظنون أن لهم فيها ثوابا فلم تنفعهم مع شركهم فظهرت لهم العقوبة مكان الثواب قوله عز وجل * (وبدا لهم سيئات ما كسبوا) * يعني عقوبات ما عملوا * (وحاق بهم) * يعني نزل بهم عقوبة " ما كانوا به يستهزئون " يعني باستهزائهم بالمسلمين ويقال باستهزائهم بالرسول والكتاب والعذاب سورة الزمر 49 - 51 قوله عز وجل * (فإذا مس الإنسان ضر دعانا) * يعني أصاب الكافر شدة وبلاء وهو أبو جهل ويقال جميع الكفار * (دعانا) * يعني أخلص في الدعاء * (ثم إذا خولناه) * يعني بدلناه
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»