تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٧٠
سورة الأنعام * (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) * يعني خلقكم خلقا من خلق يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة حالا بعد حال * (في ظلمات ثلاث) * يعني ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة وهو الذي يكون فيه الولد في الرحم فتخرج بعد ما يخرج الولد * (ذلكم الله ربكم) * يعني الذي خلق هذه الأشياء هو ربكم * (له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) * يعني من أين تكذبون على الله ومن أين تعدلون عنه إلى غيره بعدما علموا أنه خالق هذه الأشياء ثم قال * (إن تكفروا) * يعني أن تجحدوا وحدانيته * (فإن الله غني عنكم) * يعني عن إقراركم وعبادتكم * (ولا يرضى لعباده الكفر) * قال الكلبي يعني ليس يرضى من دينه الكفر ويقال * (لا يرضى لعباده الكفر) * وهو ما قاله لإبليس * (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) * [الحجر 42] ويقال * (لا يرضى لعباده الكفر) * يعني بشيء من عبادة الكفر * (وإن تشكروا يرضه لكم) * يعني إن تؤمنوا بالله وتوحدوه * (يرضه لكم) * يعني يقبله منكم لأنه دينه * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * يعني لا يؤاخذ أحد بذنب غيره * (ثم إلى ربكم مرجعكم) * يعني مصيركم في الآخرة * (فينبئكم) * يعني فيخبركم * (بما كنتم تعملون) * من خير أو شر فيجازيكم * (إنه عليم بذات الصدور) * يعني عالما بما في ضمائر قلوبهم سورة الزمر 8 - 9 قوله عز وجل * (وإذا مس الإنسان ضر) * يعني أصاب الكافر شدة في جسده * (دعا ربه منيبا إليه) * يعني مقبلا إليه بدعائه * (ثم إذا خوله نعمة منه) * قال مقاتل يعني أعطاه وقال الكلبي يعني بدله العافية مكان البلاء * (نسي) * ترك الدعاء الذي * (ما كان يدعو إليه من قبل) * ويتضرع به * (وجعل لله أندادا) * يعني يصف لله شريكا * (ليضل عن سبيله) * قرأ ابن كثير وأبو عمرو * (ليضل) * بنصب الياء وهو من ضل يضل يعني ترك الهدى وقرأ الباقون * (ليظل) * بالضم يعني ليضل الناس ويقال ليضل نفسه بعبادة غير الله ويصرفهم عن سبيل الله يعني عن دين الله * (قل تمتع بكفرك قليلا) * يعني عش في الدنيا مع كفرك قليلا * (إنك من أصحاب النار) * يعني من أهل النار قوله عز وجل " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما " وأصل القنوت هو القيام ثم سمي المصلي فانتا لأنه بالقيام يكون ومعناه أمن هو مصل كمن لا يكون مصليا على وجه
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 269 170 171 172 173 174 175 ... » »»