تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
سورة الزمر 28 - 29 قوله عز وجل * (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل) * يعني بينا في هذا القرآن من كل شيء وقد بين بعضه مفسرا وبعضه مبهما مجملا * (لعلهم يتذكرون) * لكي يتعظوا * (قرآنا عربيا) * يعني أنزلناه قرآنا أي عربيا بلغة العرب * (غير ذي عوج) * يعني ليس بمختلف ولكنه مستقيم ويقال غير ذي نقض ويقال غير ذي عيب ويقال * (غير ذي عوج) * أي غير مخلوق قال أبو الليث رحمه الله حدثنا محمد بن داود قال حدثنا محمد بن أحمد باستراباذ قال حدثنا أبو حاتم الداري عن سليمان بن داود العتكي عن يعقوب بن محمد بن عبد الله الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال في قوله تعالى * (قرآنا عربيا غير ذي عوج) * قال غير مخلوق * (لعلهم يتقون) * أي لكي يتقوا الشرك قوله عز وجل * (ضرب الله مثلا) * أي بين شبها * (رجلا فيه شركاء متشاكسون) * أي عبدا بين موالي مختلفين يأمره هذا بأمر وينهاه هذا عنه ويقال * (متشاكسون) * أي مختلفين يتنازعون * (ورجلا سلما لرجل) * أي خالصا لرجل لا شركة فيه لأحد قرأ ابن كثير وأبو عمر " سالما " بالألف وكسر اللام وقرأ الباقون * (سلما) * بغير ألف ونصب السين فمن قرأ " سالما " فهو اسم الفاعل على معنى سلم فهو سالم ومعناه الخالص ومن قرأ * (سلما) * فهو مصدر فكأنه أراد به رجلا ذا سلم لرجل ومعنى الآية هل يستوي من عبد آلهة مختلفة كمن عبد ربا واحدا وقال قتادة الرجل الكافر والشركاء الشياطين والآلهة ورجلا سلما المؤمن يعمل لله تعالى وحده وقال بعضهم هذه المثل للراغب والزاهد فالراغب شغلته أمور مختلفة فلا يتفرغ لعبادة ربه فإذا كان في العبادة فقلبه مشغول بها والزاهد قد يتفرغ عن جميع أشغال الدنيا فهو يعبد ربه خوفا وطمعا * (هل يستويان مثلا) * يعني عنده في المنزلة يوم القيامة * (الحمد لله) * قال مقاتل * (الحمد لله) * حين خصهم يقال * (الحمد لله) * على تفضيل من اختاره على من اشتغل بما دونه ويقال يعني قولوا الحمد لله * (بل أكثرهم لا يعلمون) * أن عبادة رب واحد خير من عبادة أرباب شتى ويقال * (لا يعلمون) * أنهما لا يستويان ويقال * (لا يعلمون) * توحيد ربهم سورة الزمر 30 - 31
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»