تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٨٦
في السماوات ومن في الأرض * (إلا من شاء الله) * يعني جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ويقال أرواح الشهداء وروي عن سعيد بن جبير أنه قال استثنى الله تعالى الشهداء حول العرش متقلدين سيوفهم وقال بعضهم النفخة نفختان وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ينفخ في الصور ثلاث نفخات الأولى نفخة الفزع والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة القيام لرب العالمين) وهو قوله * (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) * أي ينظرون ماذا يأمرهم ويقال ينظرون إلى السماء كيف غيرت وينظرون إلى الأرض كيف بدلت وينظرون إلى الداعي كيف يدعوهم إلى الحساب وينظرون فيما عملوا في الدنيا وينظرون إلى الآباء والأمهات كيف ذهبت شفقتهم عنهم واشتغلوا بأنفسهم وينظرون إلى خصمائهم ماذا يفعلون بهم قوله تعالى * (وأشرقت الأرض) * يعني أضاءت * (بنور ربها) * أي بعدل ربها ويقال * (وأشرقت) * وجوه من على الأرض بمعرفة ربها وأظلم وجوه من على الأرض بنكرة ربها وقال بعضهم هذا من المكتوم الذي لا يفسر * (ووضع الكتاب) * يعني ووضع الحساب ويقال ووضع الكتاب في أيدي الخلق في أيمانهم وشمائلهم " وجئ بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق " أي بين الخلق بالعدل بين الظالم والمظلوم وبين الرسل وقومهم * (وهم لا يظلمون) * أي لا ينقصون من ثواب أعمالهم شيئا ثم قال * (ووفيت) * أي وفرت * (كل نفس ما عملت) * أي جزاء ما عملت من خير أو شر * (وهو أعلم بما يفعلون) * لأنه قد سبق ذكر قوله " وجئ بالنبين والشهداء " ثم أخبر أنه لم يدع الشهداء ليشهدوا بما يعلموا بل هو أعلم بما يفعلون وإنما يدعو الشهداء لتأكيد الحجة عليهم سورة الزمر 71 - 72
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»