تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٧٨
فاللفظ لفظ الاستفهام والمراد به التحقيق كقوله * (أليس الله بأحكم الحاكمين) * [التين 8] قوله تعالى * (والذي جاء بالصدق) * أي بالقرآن * (وصدق به) * أي أصحابه ويقال * (وصدق به) * المؤمنون وقال القتبي * (والذي جاء بالصدق وصدق به) * هو في موضع جماعة ومعناه والذين جاؤوا بالصدق وصدقوا به وهذا موافق لخبر ابن مسعود وقال قتادة والشعبي ومقاتل والكلبي * (والذي جاء بالصدق) * يعني النبي صلى الله عليه وسلم * (وصدق به) * يعني المؤمنون وذكر عن علي رضي الله عنه أنه قال * (والذي جاء بالصدق) * يعني النبي صلى الله عليه وسلم * (وصدق به) * يعني أبو بكر * (أولئك هم المتقون) * الذين اتقوا الشرك والفواحش وقرأ بعضهم * (وصدق) * بالتخفيف يعني النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الناس كما أنزل عليه ولم يزد في الوحي شيئا ولم ينقص من الوحي شيئا ثم قال * (لهم ما يشاؤون عند ربهم) * يعني لهم ما يريدون ويحبون في الجنة * (ذلك جزاء المحسنين) * أي ثواب الموحدين المطيعين المخلصين قوله تعالى * (ليكفر الله عنهم) * يعني ليمحو عنهم ويغفر لهم * (أسوأ الذي عملوا) * يعني أقبح ما عملوا مخالفا للتوحيد * (ويجزيهم أجرهم) * يعني ثوابهم * (بأحسن الذي كانوا يعملون) * يعني يجزيهم بالمحاسن ولا يجزيهم بالمساوئ لأنه ليس لهم ذنب ولا خطايا فلا يجزيهم بمساوئهم سورة الزمر 36 - 37 قوله عز وجل * (أليس الله بكاف عبده) * قرأ حمزة والكسائي * (عباده) * بالألف بلفظ الجماعة يعني الذين صدقوا النبي صلى الله عليه وسلم وبالقرآن والباقون " عبده " بغير ألف يعني النبي صلى الله عليه وسلم * (ويخوفونك بالذين من دونه) * يعني بالذين يعبدون من دونه وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لا تزال تقع في آلهتنا فاتق كيلا يصيبك منها معرة أو سوء فنزل * (أليس الله بكاف عبده) * الآية وروى معمر عن قتادة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها فمشى إليها بالفأس فقال له قيمها يا خالد احذر فإن لها شدة لا يقوم لها أحد فمشى إليها خالد فهشم أنفها بالفأس ويقال * (أليس الله بكاف عبده) * يعني الأنبياء عليهم السلام ثم قال " ومن يضلل الله فما له من هاد " يعني من يخذله الله عن الهدى فما له من مرشد ولا ناصر * (ومن يهد الله فما له من مضل) * يعني ليس له أحد يخذله * (أليس الله بعزيز ذي انتقام) * يعني عزيزا في ملكه * (ذي انتقام) * من عدوه
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»