تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
قوله عز وجل * (بل الله فاعبد) * يعني استقم على عبادة الله وتوحيده وقال مقاتل * (بل الله فاعبد) * أي فوحد الله تعالى وقال الكلبي يعني أطع الله تعالى * (وكن من الشاكرين) * على ما أنعم الله عليك من النبوة والرسالة ويقال هذا الخطاب لجميع المؤمنين أمرهم بأن يشكروا الله تعالى على ما أنعم عليهم وأكرمهم بمعرفته ووفقهم لدينه سورة الزمر 67 - 70 * (وما قدروا الله حق قدره) * أي ما عظموا الله حق عظمته ولا وصفوه حق صفته ولا عرفوا الله حق معرفته وذلك أن اليهود والمشركين وصفوا الله تعالى بما لا يليق بصفاته فنزل * (وما قدروا الله حق قدره) * وفيه تنبيه للمؤمنين لكيلا يقولوا مثل مقالتهم ويعظموا الله حق عظمته ويصفوه حق صفته " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " [الشورى 11] ثم قال * (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) * أي في قدرته وملكه وسلطانه لا سلطان لأحد عليها وهذا كقوله * (مالك يوم الدين) * [الفاتحة 4] وقال القتبي " في قبضته " أي في ملكه نحو قولك للرجل هذا في يدك وقبضتك يعني في ملكك * (والسماوات مطويات بيمينه) * أي بقدرته ويقال في الآية تقديم معناه * (والسماوات مطويات بيمينه) * يوم القيامة أي في يوم القيامة ويقال * (بيمينه) * يعني عن يمين العرش وقال القتبي * (بيمينه) * أي بقدرته نحو قوله * (أو ما ملكت أيمانهم) * [الأحزاب 50] يعني ما كانت لهم عليه قدرة وليس الملك لليمين دون الشمال ويقال اليمين هاهنا الحلف لأنه حلف بعزته وجلاله ليطوين السماوات والأرض ثم نزه نفسه سبحانه وتعالى فقال * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * يعني عما يصفون له من الشريك " ونفح في الصور " روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الصور فقال (هو القرن وإن عظم دائرته مثل ما بين السماء والأرض فينفخ نفخة فيفزع الخلق ثم ينفخ نفخة أخرى فيموت أهل السماوات والأرض فإذا كان وقت النفخة الثالثة تجمعت الأرواح كلها في الصور ثم ينفخ النفخة الثالثة فتخرج الأرواح كلها كالنحل وكالزنابير وتأتي كل روح إلى جسدها) فذلك قوله تعالى * (فصعق من في السماوات ومن في الأرض) * يعني يموت من
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»