تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٨٣
سورة الزمر 54 - 58 قوله تعالى * (وأنيبوا إلى ربكم) * يعني أقبلوا وارجعوا إلى ربكم بالطاعة * (وأسلموا له) * يعني أقروا وأخلصوا له بالتوحيد * (من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) * أي لا تمنعون مما نزل بكم قوله تعالى * (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) * قال الكلبي هذا القرآن أحسن ما أنزل إليهم يعني اتبعوا ما أمرتم به ويقال أحلوا حلاله وحرموا حرامه * (من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة) * أي فجأة * (وأنتم لا تشعرون) * بنزوله قوله تعالى * (أن تقول نفس) * يعني لكي لا تقول نفس ويقال معناه اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم خوفا قبل أن تصيروا إلى حال الندامة وتقول نفس * (يا حسرتي) * يعني يا ندامتا * (على ما فرطت في جنب الله) * يعني تركت وضيعت من طاعة الله وقال مقاتل يعني ما ضيعت من ذكر الله ويقال يا ندامتاه على ما فرطت في أمر الله * (وإن كنت لمن الساخرين) * يعني كنت من المستهزئين بالقرآن في الدنيا ويقال قد كنت من اللاهين يعني المستهزئين بالقرآن في الدنيا وقال أبو عبيدة في جنب الله وذات الله واحد ثم قال عز وجل * (أو تقول) * يعني قبل أن تقول * (لو أن الله هداني) * بالمعرفة * (لكنت من المتقين) * أي من الموحدين يعني لو بين لي الحق من الباطل لكنت من المؤمنين * (أو تقول حين ترى العذاب) * يعني من قبل أن تقول * (لو أن لي كرة) * أي رجعة إلى الدنيا * (فأكون من المحسنين) * يعني من الموحدين سورة الزمر 59 - 61 يقول الله تعالى * (بلى قد جاءتك آياتي) * يعني القرآن * (فكذبت بها واستكبرت) * أي تكبرت وتجبرت عن الإيمان بها * (وكنت من الكافرين) * قرأ عاصم الجحدري * (بلى قد جاءتك آياتي) * يعني القرآن * (فكذبت بها واستكبرت) * * (وكنت) * كلها بالكسر وهو
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»