تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٧٤
يخرج به زرعا مختلفا ألوانه) أحمر وأصفر وأخضر * (ثم يهيج فتراه مصفرا) * يعني يتغير فتراه * (مصفرا) * يعني يابسا بعد الخضرة ويقال * (ثم يهيج) * يعني ييبس ويقال * (يهيج) * أي يتم ويشتد من هاج يهيج أي تم يتم * (فتراه مصفرا) * متغيرا عن حاله * (ثم يجعله حطاما) * قال القتبي * (حطاما) * مثل الرفات والفتات وقال الزجاج الحطام ما تفتت وتكسر من النبت وقال مقاتل * (حطاما) * يعني هالكا * (إن في ذلك لذكرى) * أي فيما ذكر لعظة * (لأولي الألباب) * يعني لذوي العقول من الناس سورة الزمر 22 - 23 قوله عز وجل * (أفمن شرح الله صدره للإسلام) * يعني وسع الله قلبه للإسلام ويقال لين الله قلبه لقبول التوحيد * (فهو على نور من ربه) * يعني على هدى من الله تعالى وجوابه مضمر يعني أفمن شرح الله صدره للإسلام فاهتدى كمن طبع على قلبه وختم على قلبه فلم يهتد ويقال * (فهو على نور من ربه) * يعني القرآن لأن فيه بيان الحلال والحرام فهو على نور من ربه لمن تمسك به ويقال * (على نور) * يعني التوحيد والمعرفة وروي في الخبر أنه لما نزلت هذه الآية * (أفمن شرح الله صدره للإسلام) * قالوا فكيف ذلك يا رسول الله قال (إذا دخل النور في القلب انفسح وانشرح) قالوا فهل لذلك علامة قال (نعم التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله) ثم قال * (فويل) * يعني الشدة من العذاب * (للقاسية قلوبهم) * يعني لمن قست ويبست قلوبهم * (من ذكر الله) * تعالى ويقال القاسية الخالية من الخير * (أولئك) * يعني أهل هذه الصفة * (في ضلال مبين) * أي في خطأ * (مبين) * أي بين قوله عز وجل * (الله نزل أحسن الحديث) * يعني أحكم الحديث وهو القرآن وذلك أن المسلمين قالوا لبعض مؤمني أهل الكتاب نحو عبد الله بن سلام أخبرنا عن التوراة فإن فيها علم الأولين والآخرين فأنزل الله تعالى * (الله نزل أحسن الحديث) * يعني أنزل عليكم أحسن الحديث وهو القرآن ويقال * (أحسن الحديث) * يعني أحسن من سائر الكتب لأن سائر الكتب صارت منسوخة بالقرآن * (كتابا متشابها) * يعني يشبه بعضه بعضا ولا يختلف ويقال * (متشابها) * يعني موافقا لسائر الكتب في التوحيد وفي بعض الشرائع وروي عن
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»