تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٧٣
سورة الزمر 19 - 20 قوله عز وجل * (والذين اجتنبوا الطاغوت) * قال مقاتل يعني اجتنبوا عبادة الأوثان وقال الكلبي * (الطاغوت) * يعني الكهنة * (أن يعبدوها) * يعني أن يطيعوها ورجعوا إلى عبادة ربهم * (وأنابوا إلى الله) * يعني أقبلوا إلى طاعة الله ويقال رجعوا من عبادة الأوثان إلى عبادة الله * (لهم البشرى) * يعني الجنة ويقال الملائكة يبشرونهم في الآخرة * (فبشر عباد الذين يستمعون القول) * يعني القرآن * (فيتبعون أحسنه) * يعني يعملون بحلاله وينتهون عن حرامه وقال الكلبي يعني يجلس الرجل مع القوم فيستمع الأحاديث في محاسن ومساوئ فيتبع أحسنه فيأخذ المحاسن فيحدث بها ويدع مساوئه ويقال يستمعون القرآن ويتبعون أحسن ما فيه وهو القصاص والعفو يأخذ العفو لقوله * (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) * [النحل 126] وقال بعضهم يسمع النداء فيجيب ويسرع إلى الجماعة وقال بعضهم يسمع الناسخ والمنسوخ والمحكم من القرآن فيعمل بالمحكم ويؤمن بالناسخ والمنسوخ ثم قال * (أولئك الذين هداهم الله) * أي وفقهم الله لمحاسن الأمور ويقال * (هداهم الله) * أي أكرمهم الله تعالى بدين التوحيد " وأولئك هم أولو الألباب " يعني ذوي العقول قوله عز وجل * (أفمن حق عليه كلمة العذاب) * يعني وجب له العذاب ويقال أفمن سبق في علم الله تعالى أنه في النار كمن لا يجب عليه الوعيد * (أفأنت تنقذ من في النار) * يعني تستنقذ من هو في علم الله تعالى أنه يكون في النار بعمله الخبيث ويقال من وجب له النار وقدرت عليه النار ثم ذكر حال المتقين فقال عز من قائل * (لكن الذين اتقوا ربهم) * يعني وحدوا ربهم وأطاعوه * (لهم غرف من فوقها غرف مبنية) * في الجنة وهي العلالي غرف مبنية مرتفعة بعضها فوق بعض * (تجري من تحتها الأنهار وعد الله) * في القرآن * (لا يخلف الله الميعاد) * سورة الزمر 21 قوله عز وجل * (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه) * أي فأدخله في الأرض يعني جاريا في الأرض فجعله * (ينابيع) * يعني عيونا في الأرض تنبع ويقال * (فسلكه ينابيع في الأرض) * يعني جاريا في الأرض وهي تجري فيها ويقال جعل فيها أنهارا وعيونا " ثم
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 269 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»