تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٧٢
ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل) [البقرة 261] قال (رب زد أمتي) فنزل * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) * [البقرة 245] فقال النبي صلى الله عليه وسلم (رب زد أمتي) فنزل * (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) * فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الزمر 11 - 16 قوله عز وجل * (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) * وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألا تنظر إلى ملة أبيك عبد الله وملة جدك عبد المطلب وسادات قومك يعبدون الأصنام فنزل * (قل) * يا نبي الله صلى الله عليه وسلم * (إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) * يعني التوحيد * (وأمرت لأن أكون أول المسلمين) * من أهل بلدي قوله عز وجل * (قل إني أخاف إن عصيت ربي) * وعبدت غيره ينزل علي * (عذاب يوم عظيم) * يعني في يوم القيامة * (قل الله أعبد) * يعني أعبد الله * (مخلصا له ديني) * يعني توحيدي * (فاعبدوا ما شئتم من دونه) * من الآلهة وهذا كقوله * (لكم دينكم ولي دين) * [الكافرون 6] ويقال * (فاعبدوا ما شئتم من دونه) * لفظه لفظ التخيير والأمر والمراد به التهديد والتخويف كقوله " اعملوا ما شئتم من دونه " وكقوله * (قل تمتع بكفرك قليلا) * ويقال قد بين الله ثواب المؤمنين وعقوبة الكافرين ثم قال * (فاعبدوا ما شئتم من دونه) * وذلك قبل أن يؤمر بالقتال فلما أيسوا منه أن يرجع إلى دينهم قالوا خسرت إن خالفت دين آبائك فقال الله تعالى * (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) * يعني إن الخاسرون أنتم لا أنا ويقال * (الذين خسروا أنفسهم) * بفوات الدرجات ولزوم الدركات * (ألا ذلك هو الخسران المبين) * يعني الظاهر حيث خسروا وأهلهم وأزواجهم يعني في الجنة قوله عز وجل * (لهم من فوقهم ظلل من النار) * يعني أطباقا من نار * (ومن تحتهم ظلل) * يعني مهادا من نار أو معناه أن فوقهم نار وتحتهم نار * (ذلك يخوف الله به عباده) * أي ذلك الذي ذكر يخوف الله به عباده في القرآن لكي يؤمنوا * (يا عباد فاتقون) * أي فوحدوني وأطيعوني سورة الزمر 17 - 18
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 269 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»