تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٢٢
بنيه بأن يثبتوا على الإسلام وكان له اثنا عشر ابنا روبيل وشمعون ويهوذا نفتالي ولاوي وزيالون ويشجر ودان واسترقفا وجادو ويوسف وبنيامين وقال الله تعالى * (إن الله اصطفى لكم الدين) * يعني اختار لكم دين الإسلام * (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) * يعني اثبتوا على الإسلام وكونوا بحال لو أدرككم الموت يدرككم على الإسلام وأنتم مخلصون بالتوحيد فقالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه بدين اليهودية سورة البقرة آية 133 فأنزل الله تعالى * (أم كنتم شهداء) * يعني أكنتم حضورا حين * (حضر يعقوب الموت) * وإنما لم ينصرف * (شهداء) * لمكان ألف التأنيث في آخره وإذا دخلت ألف التأنيث أو هاء التأنيث في آخر الكلام فإنه لا ينصرف معناه إنكم تدعون ذلك كأنكم كنتم حضورا في ذلك الوقت يعني أنكم تقولون ما لا علم لكم بذلك والله تعالى يخبر ويبين أن وصيته كانت بخلاف ما قالت اليهود ثم قال تعالى * (إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي) * يعني من بعد موتي * (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم) * روي عن الحسن البصري أنه قرأ " قالوا نعبد إلهك وإله أبيك إبراهيم " وقرأ غيره * (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) * وإسماعيل كان عم يعقوب ولكن العم بمنزلة الأب بدليل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عم الرجل صنو أبيه ثم قال * (إلها واحدا) * يعني نعبد إلها واحدا * (ونحن له مسلمون) * يعني مخلصون له بالتوحيد سورة البقرة آية 134 قال تعالى * (تلك أمة قد خلت) * يعني جماعة قد مضت * (لها ما كسبت) * يعني جزاء ما عملت * (ولكم ما كسبتم) * يعني جزاء ما عملتم من خير أو شر * (ولا تسألون عما كانوا يعملون) * وذلك أن اليهود والنصارى كانوا يقولون نحن على دينهم فقال لهم * (تلك أمة قد خلت) * لا تقدرون عليهم يشهدوا لكم فلهم ما عملوا وإنما لكم ما تعملون وإنما ينظر اليوم إلى أعمالكم ولا ينفعكم من أعمالهم شيء
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»