تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٢٥
سورة البقرة آية 139 ثم قال الله عز وجل * (قل) * يا محمد ليهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران * (أتحاجوننا في الله) * يعني أتخاصمونا في دين الله وقال الزجاج نزلت هذه الآية في اليهود الذين يظاهرون المشركين فقال أنتم تقولون أنكم توحدن الله ونحن نوحد الله تعالى فلم تظاهرون علينا من لا يوحد الله تعالى والله * (ربنا وربكم ولنا أعمالنا) * إي ثواب أعمالنا * (ولكم) * ثواب * (أعمالكم ونحن له مخلصون) * مقرون له بالوحدانية مخلصون له بالعبادة سورة البقرة آية 140 قوله تعالى * (أم تقولون) * قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص * (أم تقولون) * بالتاء على معنى المخاطبة وقرأ الباقون بالياء * (أم يقولون) * * (إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى) * يعني إن تعلقتم أيضا بدين الأنبياء فنحن على دينهم وقد آمنا بجميع الأنبياء فإن ادعيتم أن الأنبياء كانوا على دين اليهودية أو النصرانية " قل أنتم أعلم " بذلك * (أم الله) * والله تعالى أخبر أنهم كانوا على دين الإسلام وقد بين ذلك في كتبهم ثم قال * (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) * لأن الله تعالى قد أخذ عليهم الميثاق بأن يبينوه فكتموه قال الله تعالى * (وما الله بغافل عما تعملون) * يعني لا يخفى على الله من عملهم شيء فيجازيهم بذلك ويقال هذا القول وعيد للظالم وتعزية للمظلوم سورة البقرة الآية 141 ثم قال عز وجل * (تلك أمة قد خلت) * الآية وقد ذكرناها سورة البقرة الآية 142 قوله تعالى * (سيقول السفهاء من الناس) * يعني الجهال من الناس وهم اليهود والمنافقون ويقال هم أهل مكة * (ما ولاهم) * يقول ما الذي صرفهم * (عن قبلتهم التي كانوا عليها) * يعني التي صلوا إليها من قبل وذلك أن الأنصار قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين كانوا يصلون إلى بيت المقدس فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صلى إلى بيت المقدس ثمانية عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا فلما صرفت قبلته إلى الكعبة فقال أهل مكة إذا حركت القبلة إلى الكعبة رجع محمد إلى قبلتنا فعن قريب يرجع إلى ديننا فأنزل الله تعالى " قل لله المشرق
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»