تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٦٠
قال بعضهم إذا فرغتم من الصلاة أي صلاة الخوف * (فاذكروا الله) * بالقلب واللسان أي حال كنتم * (قياما وقعودا وعلى جنوبكم) * يقول فصلوا لله صلاة الصحيح قياما أو المريض قاعدا أو على جنوبكم إذا كان المرض أشد من ذلك كما قال في آية أخرى * (فإن خفتم فرجالا أو ركبانا) * ويقال * (فإذا قضيتم الصلاة) * أي فرغتم من صلاة الخوف * (فاذكروا الله) * أي فصلوا صلاة الصحيح قائما أو المريض قاعدا أو على جنوبكم إن كان المرض أشد من ذلك ثم قال تعالى * (فإذا اطمأننتم) * يقول أمنتم ورجعتم إلى منازلكم * (فأقيموا الصلاة) * يعني فأتموا الصلاة أربعا وهذا كقوله * (يمشون مطمئنين) * أي مقيمين ثم قال تعالى * (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) * يعني فرضا مفروضا معلوما للمسافر ركعتان وللمقيم أربع وقال مقاتل * (كتابا موقوتا) * يعني فريضة معلومة كقوله * (كتب عليكم) * البقرة 178 وغيرها يعني فرض عليكم وقال الزجاج * (كتابا موقوتا) * أي مفروضا موقوتا فرضه سورة النساء 104 قوله تعالى * (ولا تهنوا) * يقول لا تضعفوا * (في ابتغاء القوم) * يعني في طلب المشركين أبي سفيان وأصحابه بعد يوم أحد وذلك أن المسلمين لما أصابتهم الجراحات يوم أحد فكانوا يضعفون عن الخروج إلى الجهاد فأمرهم الله تعالى بأن يظهروا من أنفسهم الجد والقوة وهذا الخطاب لهم ولجميع الغزاة إلى يوم القيامة ثم قال * (إن تكونوا تألمون) * قال عكرمة الألم الوجع وكذلك قال الضحاك والسدي يعني إن أصابكم الوجع والجراحات في الحرب * (فإنهم يألمون كما تألمون) * يعني يصيبهم الوجع مثل ما يصيبكم ولكم زيادة ليست للمشركين وذلك قوله تعالى * (وترجون من الله ما لا يرجون) * يعني الثواب في الآخرة * (وكان الله عليما) * بما كان * (حكيما) * بما يكون سورة النساء 105 - 109
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»