إذا عصيتموه * (ويأت بآخرين) * يعني يخلق خلقا غيركم من هو أطوع لله منكم وهذا كما قال في آية أخرى " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثلكم " محمد 38 ثم قال تعالى * (وكان الله على ذلك قديرا) * أي يذهبكم ويأت بغيركم ويقال في الآية تخويف وتنبيه لجميع من كانت له ولاية أو إمارة أو رئاسة فلا يعدل في رعيته أو كان عالما فلا يعمل بعلمه ولا ينصح الناس أن يذهبه ويأتي بغيره قوله تعالى * (من كان يريد ثواب الدنيا) * يعني من كان يطلب الدنيا بعمله الذي يعمل ولا يريد به وجه الله تعالى فليعمل على وجه التقديم لآخرته كما قال * (فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) * يعني الرزق في الدنيا والثواب في الآخرة وهو الجنة ويقال في الآية مضمر فكأنه يقول * (من كان يريد ثواب الدنيا) * نؤته منها * (ومن يرد ثواب الآخرة) * نؤته منها * (فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) * وقال الزجاج كان المشركون مقرين بأن الله تعالى خالقهم وأنه يعطيهم خير الدنيا فأخبر الله تعالى أن خير الدنيا والآخرة إليه وروي عن عيسى بن مريم إنه قال للحواريين أنتم لا تريدون الدنيا ولا الآخرة لأن الدنيا والآخرة لله تعالى فاعبدوه إما لأجل الدنيا وإما لأجل الآخرة وروي في بعض الأخبار أن في جهنم واديا تتعوذ منه جهنم أعد للقراء المرائين ثم قال تعالى * (وكان الله سميعا بصيرا) * يعني عالما بنية كل واحد وروى سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته سورة النساء الآيات 135 - 137 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله) * يعني كونوا قوامين بالعدل وأقيموا الشهادة لله بالعدل ومعناه قولوا الحق * (ولو على أنفسكم) * وإذا كانت عندكم شهادة فأدوا الشهادة ولو كانت الشهادة على أنفسكم * (أو الوالدين والأقربين) *
(٣٧١)