الهدى) يعني دين الإسلام * (ويتبع غير سبيل المؤمنين) * * (نوله ما تولى) * يعني نكله إلى الأصنام يوم القيامة وهم لا يملكون لهم ضرا ولا نفعا ولا ينجوهم من عذاب الله تعالى وقال مقاتل * (نوله ما تولى) * أي نتركه وما اختار لنفسه وقال الكلبي نوله في الآخرة ما تولى في الدنيا وهذا كما قال بعض الحكماء من أراد أن يعلم كيف يعامل معه الآخرة فلينظر كيف يعامل هو مع الله في الدنيا وقال الكلبي نزلت الآية في شأن طعمة لما ظهر حاله وسرقته هرب إلى مكة وارتد فنقب بمكة حائطا لرجل فسقط حجر فبقي في النقب حتى وجدوه على حاله فأخرجوه من مكة فخرج إلى الشام فسرق بعض أموال القافلة فرجموه وقتلوه فنزل قوله * (نوله ما تولى) * * (ونصله جهنم وساءت مصيرا) * قرأ حمزة وعاصم وأبو عمرو " نوله ونصله " بجزم الهاء وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان سورة النساء 116 - 121 ثم قال عز وجل * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * قال الضحاك وذلك أن شيخا من الأعراب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني شيخ منهمك في الذنوب والخطايا إلا إني لم أشرك بالله مذ عرفته وآمنت به ولم أتخذ من دونه وليا ولم أواقع المعاصي جرأة على الله تعالى ولا مكابرة له وإني لنادم وتائب مستغفر فما حالي عند الله فأنزل الله تعالى * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * * (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * ويقال نزل في شأن وحشي وقد ذكرناه من قبل * (ومن يشرك بالله) * يعني من يعبد غير الله تعالى * (فقد ضل ضلالا بعيدا) * يعني فقد ضل عن الهدى * (ضلالا بعيدا) * عن الحق ثم إن الله تعالى ذم الكفار وبين جهلهم فقال * (إن يدعون من دونه إلا إناثا) * يقول ما يعبدون من دون الله إلا أصناما أمواتا وهذا قول ابن عباس وعن الحسن أنه قال * (إلا إناثا) * الشيء الميت الذي ليس فيه روح وقال السدي سموها إناثا اللات والعزى ومناة ثم قال * (وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) * وذلك أن الشيطان كان يدخل في الصنم ويكلمهم وهم يعبدون الصنم وفيه الشيطان ويقال إبليس زين لهم
(٣٦٤)