حتى خفت أن يرض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله تعالى * (غير أولي الضرر) * يعني إلا أن يكون أولي الضرر قرأ نافع والكسائي وابن عامر * (غير أولي الضرر) * بنصب الراء وقرأ حمزة وعاصم وابن كثير وأبو عمرو * (غير أولي الضرر) * بالضم وقرأ بعضهم * (غير أولي الضرر) * بالكسر فمن قرأ بالضم جعله نعتا ل * (القاعدون) * يعني لا يستوي القاعدون غير أولي الضرر ومن قرأ بالنصب فهو على معنى الاستثناء ويقال هو نصب على الحال ومن قرأ بالكسر فلحرف الكسر * (المؤمنين) * ثم قال تعالى * (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين) * يعني بغير عذر * (درجة) * يعني فضيلة في الآخرة * (وكلا) * يعني المجاهدين والقاعدين والمعذورين * (وعد الله الحسنى) * يعني وعد الله لهم الثواب وهو الجنة ثم قال تعالى * (وفضل الله المجاهدين على القاعدين) * يعني بغير عذر * (أجرا عظيما) * ثم بين الأجر فقال * (درجات منه) * يعني فضائل من الله تعالى في الجنة يعني سبعين درجة وروى هشام بن حسان عن جبلة بن عطية عن ابن محيريز قال ما بين الدرجتين حضر الفرس أو الجواد سبعين عاما ثم قال * (ومغفرة) * يعني مغفرة لذنوبهم * (ورحمة) * يعني نعمة في الجنة * (وكان الله غفورا) * لمن جاهد * (رحيما) * إذ سوى بين من له عذر بالفضل مع غيره سورة النساء 97 - 99 قوله تعالى * (إن الذين توفاهم الملائكة) * يعني ملك الموت يقبض أرواحهم * (ظالمي أنفسهم) * يعني الذين أسلموا بمكة وتخلفوا عن الهجرة وخرجوا مع المشركين إلى بدر فلما رأوا قلة المؤمنين شكوا وكفروا فقتل بعضهم فأخبر الله تعالى عن حالهم فقال * (قالوا فيم كنتم) * يعني الملائكة تقول لهم في أي شيء كنتم ويقال أين كنتم عن الهجرة * (قالوا كنا مستضعفين في الأرض) * يقولون كنا مقهورين في أرض مكة لا نقدر أن نظهر الإيمان * (قالوا) * يعني قالت لهم الملائكة عليهم السلام * (ألم تكن أرض الله واسعة) * يعني المدينة مطمئنة رحبة * (فتهاجروا فيها) * يعني إليها فقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم * (فأولئك مأواهم جهنم) * أي منزلهم ومصيرهم إلى النار * (وساءت مصيرا) * يعني بئس المصير صاروا إليها
(٣٥٦)