تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٦٢
ويقال ما لا يرضى الله تعالى ولا يحبه ثم قال * (وكان الله بما يعملون محيطا) * يعني عالما بهم وبخيانتهم ثم أقبل على قوم طعمة فقال * (ها أنتم هؤلاء) * يقول أنتم يا هؤلاء * (جادلتم) * أي خاصتم " عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوما القيامة " يقول فمن يخاصم الله عنهم * (يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا) * يعني كفيلا ويقال خصيما وقال الضحاك أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الحد على طعمة بن أبيرق وكان طعمة مطاعا في اليهود فجاءت اليهود شاكين السلاح وهربوا بطعمة وجادلوا عنه فنزل * (ها أنتم هؤلاء) * يعني اليهود الآية سورة النساء الآيات 110 - 113 ثم قال عز وجل * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه) * قال الضحاك نزلت الآية في شأن وحشي قاتل حمزة أشرك بالله وقتل حمزة رضي الله عنه ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أني لنادم فهل لي من توبة فنزل * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه) * * (ثم يستغفر الله) * الآية وقال الكلبي نزلت في شأن طعمة * (ومن يعمل سوءا) * بسرقة الدرع أو يظلم نفسه برميه غيره وجحوده ثم يستغفر الله يعني يتوب إلى الله * (يجد الله غفورا) * متجاوزا * (رحيما) * لمن اتقى الشرك وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت إذا سمعت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعني الله به ما شاء وإذا سمعته من غيره حلفته وحدثني أبو بكر الصديق وصدق أبو بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله تعالى إلا غفر الله له وتلا هذه الآية * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه) * الآية صدق أبو بكر رضي الله عنه قوله تعالى * (ومن يكسب إثما) * يعني الشرك بالله تعالى * (فإنما يكسبه على نفسه) * أي يضر بنفسه * (وكان الله عليما حكيما) * ثم قال * (ومن يكسب خطيئة أو إثما) * يعني عمل بالمعصية * (ثم يرم به بريئا) * قال
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»