يردوا بأحسن منها وهو أن يقولوا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أو يرد مثله فيقول وعليكم السلام وقال قتادة * (فحيوا بأحسن منها) * للمسلمين * (أو ردوها) * لأهل الذمة فيقول لهم وعليكم وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا دخل عليه وقال السلام عليكم فقال له وعليكم السلام فلك عشر حسنات ودخل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فقال لك عشرون حسنة ودخل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فقال لك ثلاثون حسنة وروي عنه أنه نهى أن ينقص الرجل من سلامه أو من رده وهو أن يقول السلام عليك ولكن ليقل السلام عليكم ويقال إنما ذلك للمؤمنين لأن المؤمن لا يكون وحده ولكن يكون معه الملائكة وفي هذه الآية دليل أن السلام سنة والرد واجب لأن الله تعالى أمر بالرد والأمر من الله تعالى واجب ويقال * (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) * يعني إذا أهدي إليكم بهدية فكافئوا بأفضل منها أو مثلها وهذا التأويل ذكر عن أبي حنيفة رحمه الله ثم قال " إن الله كان على كل شيء حسيبا " يعني مجازيا سورة النساء 87 قوله تعالى * (الله لا إله إلا هو) * نزلت في شأن الذين شكوا في البعث فأقسم الله تعالى بنفسه * (ليجمعنكم إلى يوم القيامة) * وهذه لام القسم وكل لام بعدها نون مشددة فهي لام القسم وقال بعضهم * (إلي) * صلة في الكلام معناه ليجمعنكم يوم القيامة ويقال ليجمعنكم في الموت وفي قبوركم إلى يوم القيامة ثم يبعثكم * (لا ريب فيه) * يعني لا شك فيه وهو البعث يعني لا شك فيه عند المؤمنين ويقال لا ينبغي أن يشك فيه ثم قال تعالى * (ومن أصدق من الله حديثا) * يعني من أوفى من الله قولا وعهدا قرأ حمزة والكسائي ومن أزدق بالزاي وقرأ الباقون * (أصدق) * وأصله الصاد إلا أنه لقرب مخرجيهما يجعل مكانه الزاي سورة النساء 88
(٣٤٩)