تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
عبادة الأصنام فإذا عبدوا بإذنه فكأنهم عبدوا الشيطان ثم قال * (مريدا) * أي ماردا مثل قدير وقادر والمارد العاتي ويقال كل فاسد مفسد يكون مريدا يعني يكون * ( مريدا) * أي يكون فاسدا بنفسه ويفسده غيره ثم قال عز وجل * (لعنة الله) * يعني طرده الله من رحمته وهو إبليس حيث لم يسجد لآدم فلما لعنه * (وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا) * يعني حظا معلوما قال مقاتل يعني من كل ألف واحد في الجنة وسائرهم في النار فهذا نصيب مفروض ثم قال عز وجل * (ولأضلنهم) * يعني عن الهدى والحق * (ولأمنينهم) * يعني لأخبرنهم بالباطل أنه لا جنة ولا نار ولا بعث * (ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام) * وهي البحيرة وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يشقون آذان الأنعام ويسمونها بحيرة وذكر قصتهم في سورة المائدة ثم قال " ولآمرنهم فليغيرون خلق الله " قال عكرمة هو الخصاء وهكذا روي عن ابن عباس وأنس بن مالك وروي عن سعيد بن جبير قال هو دين الله وهكذا قال الضحاك ومجاهد وقيل لمجاهد إن عكرمة يقول هو الخصاء فقال ما له لعنة الله وهو يعلم أنه غير الخصاء فبلغ ذلك عكرمة فقال هو فطرة الله وقال الزجاج إن الله تعالى خلق الأنعام ليركبوها فحرموها على أنفسهم وخلق الشمس والقمر والحجارة مسخرة للناس فجعلوها آلهة يعبدونها فقد غيروا خلق الله تعالى * (ومن يتخذ الشيطان وليا) * يعني يعبد الشيطان ويطيعه * (من دون الله) * تعالى يعني ترك أمر الله تعالى وطاعته * (فقد خسر خسرانا مبينا) * يعني ضل ضلالا * (مبينا) * بينا عن الحق ثم قال تعالى * (يعدهم) * يعني الشيطان يخوفهم بالفقر حتى لا يصلوا رحما ولا ينفقوا في خير * (ويمنيهم) * يعني يخبرهم بالباطل أنه لا ثواب لهم في ذلك العمل " وما يعدهم الشيطان إلا غرورا يعني باطلا قوله تعالى " أولئك مأواهم جهنم " يعني الذين يطيعون الشيطان مصيرهم إلى جهنم " لا يجدون عنها محيصا " يعني مفرا ومهربا سورة النساء 122 - 124 قوله تعالى " والذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني صدقوا بالله تعالى والرسول
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»