تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٦٣
مقاتل وهو طعمة حين رمى بالدرع في دار الأنصاري واتهمه به وهو قوله * (ثم يرم به بريئا) * وقال الضحاك يعني به المنافقين حيث قالوا في عائشة رضي الله عنها قولا عظيما فقال * (ومن يكسب خطيئة أو إثما) * بالمعاصي * (ثم يرم به بريئا) * يعني عائشة وصفوان ثم قال الله تعالى * (فقد احتمل بهتانا) * يقول فقد قال كذبا * (وإثما مبينا) * يعني ذنبا ظاهرا قوله تعالى * (ولولا فضل الله عليك ورحمته) * يعني لولا فضل الله عليك بالنبوة ورحمته بالوحي * (لهمت طائفة منهم) * يعني جماعة * (أن يضلوك) * يعني يخطئوك في الحكم * (وما يضلون إلا أنفسهم) * يعني وما يرجع وبال ذلك إلا على أنفسهم " وما يضرونك من شيء " وإنما يضرون بأنفسهم قال الضحاك نزلت في وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا جئناك لنبايعك على أن لا تكسر أصنامنا ولا تعشرنا فلم يجبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت * (لهمت طائفة منهم أن يضلوك) * وقال الكلبي يعني قوم طعمة ثم قال تعالى " وأنزل عليك الكتاب " يعني القرآن * (والحكمة) * يعني القضاء والمواعظ * (وعلمك) * بالوحي * (ما لم تكن تعلم) * قبل الوحي * (وكان فضل الله عليك عظيما) * بالنبوة سورة النساء 114 - 115 ثم قال تعالى * (لا خير في كثير من نجواهم) * وهو ما يتناجون فيما بينهم ويقال في كثير من أحاديثهم وهم وفد ثقيف أو قوم طعمة * (إلا من أمر بصدقة) * يقول إلا نجوى من أمر بصدقه * (أو معروف) * يعني القرض كقوله " فليأكل المعروف " النساء 6 ويقال بالمعروف يعني القول بالمعروف والنهي عن المنكر * (أو إصلاح بين الناس) * يعني يذهب بالصلاح فيم بين اثنين ليصلح بينهما * (ومن يفعل ذلك) * يعني الذي ذكرنا " ابتغاء مرضاة الله " يعني طلبا لمرضاة الله تعالى * (فسوف نؤتيه) * يعني في الآخرة * (أجرا عظيما) * قرأ حمزة وأبو عمرو * (يؤتيه) * بالياء يعني يؤتيه الله تعالى وقرأ الباقون * (نؤتيه) * بالنون يعني نحن نعطيه في الآخرة * (أجرا عظيما) * أي ثوابا عظيما قوله تعالى * (ومن يشاقق الرسول) * يعني يخالفه في التوحيد * (من بعد ما تبين له الهدى) * يعني من بعد ما تبين له التوحيد * (ويتبع غير سبيل المؤمنين) * يعني يتبع دينا غير دين المؤمنين ويقال يتبع طريقا أو مذهبا غير طريق المؤمنين وفي الآية دليل أن الإجماع حجة لأن من خالف الإجماع فقد خالف سبيل المؤمنين وقال الضحاك قدم نفر من قريش المدينة وأسلموا ثم انقلبوا إلى مكة مرتدين فنزلت هذه الآية " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»