91 قوله تعالى " فما لكم من المنافقين فئتين " نزلت في تسعة نفر ارتدوا عن الإسلام فخرجوا من المدينة وانطلقوا إلى مكة ثم أنهم خرجوا تجارا إلى الشام فقال بعض المسلمين نخرج إلى هؤلاء ونقتلهم ونأخذ أموالهم وقال بعضهم هم مسلمون فلا يجوز أخذ أموالهم ويقال كان قوم من المنافقين بمكة خرجوا إلى الشام فاختلف المسلمون في أمرهم فبين الله تعالى للمسلمين نفاقهم فقال تعالى * (فما لكم في المنافقين فئتين) * يعني صرتم في أمر المنافقين فئتين يعني فريقين تختصمون في أمرهم * (والله أركسهم بما كسبوا) * يعني أذلهم ويقال أهلكهم ويقال * (أركسهم) * يعني ردهم إلى كفرهم ويقال ركست الشيء وأركسته إذا رددته إلى الحال الأول ثم قال تعالى * (أتريدون أن تهدوا من أضل الله) * يعني ترشدون إلى الهدى من أضله الله تعالى * (ومن يضلل الله) * عن الهدى * (فلن تجد له سبيلا) * يعني دينا ويقال مخرجا ثم قال تعالى * (ودوا لو تكفرون) * يعني لو ترجعون عن هجرتكم * (كما كفروا) * يعني كما رجعوا * (فتكونون سواء) * يعني فتكونون أنتم وهم على الكفر سواء ومن هذا يقال في المثل إن من أحرق يوما كدسه يتمنى حرق أكداس الناس فكذلك الكفار كانوا يتمنون ان يكون الناس كلهم كفارا حتى يحترقوا معهم قال الله تعالى * (فلا تتخذوا منهم أولياء) * في الدين والنصرة " حتى يهاجروا في سيبل الله " يعني حتى يتوبوا ويرجعوا إلى دار الهجرة بالمدينة * (فإن تولوا) * يعني أبوا الهجرة * (فخذوهم) * يعني فأسروهم * (واقتلوهم حيث وجدتموهم) * يعني أين وجدتموهم من الأرض * (ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا) * في العون ثم استثنى الذين كان بينهم وبين المسلمين عهد فقال * (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) * وهم خزاعة وبنو مدلج وبنو خزيمة وهلال بن عويمر الأسلمي وأصحابه صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن كل من أتاهم من المسلمين فهو آمن ومن جاء منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو آمن وفي هذه الآية إثبات الموادعة بين أهل الحرب وأهل الإسلام إذا كانت في الموادعة مصلحة للمسلمين ثم قال تعالى * (أو جاؤوكم حصرت صدورهم) * يعني ضاقت قلوبهم * (إن يقاتلوكم) *
(٣٥٠)