تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٣٩
المسلمين أن يطيعوه فإن الله تعالى أمرنا بأداء الأمانة والعدل ثم أمرنا بطاعتهم وقال مجاهد * (وأولي الأمر منكم) * العلماء والفقهاء وهكذا روي عن جابر سورة النساء 60 - 63 قوله تعالى * (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك) * وذلك أن منافقا يقال له بشر كان بينه وبين يهودي خصومة فقال اليهودي انطلق بنا إلى محمد صلى الله عليه وسلم وكانت تلك الخصومة في حكم الإسلام على المنافقين وفي حكم اليهود على اليهود فقال اليهودي نأتي محمدا صلى الله عليه وسلم يحكم بيننا وقال المنافق بل نأتي كعب بن الأشرف حتى يحكم بيننا فكانا في ذلك إذ سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قولهما فقال ما شأنكما فأخبراه بالقصة فقال عمر أنا أحكم بينكما فأجلسهما ثم دخل البيت وخرج بالسيف وقتل المنافق فنزلت الآية * (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك) * يعني القرآن * (وما أنزل من قبلك) * يعني سائر الكتب المنزلة * (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) * وهو كعب بن الأشرف * (وقد أمروا أن يكفروا به) * يعني أمروا بتكذيبه وقال الضحاك نزلت الآية في شأن المنافقين لأنهم آمنوا بلسانهم ولم يؤمنوا بقلوبهم وركنوا إلى قول اليهود ومالوا إلى خلاف النبي صلى الله عليه وسلم فذلك قوله * (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) * يعني إلى كهنة اليهود وسحرتهم ثم قال * (ويريد الشيطان أن يضلهم) * عن الهدى وعن الحق * (ضلالا بعيدا) * عن الحق ثم قال * (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول) * يعني إلى ما أمر الله في كتابه وإلى ما أمر الرسول * (رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) * يعني يعرضون عنك إعراضا ويقال صد يصد يكون لازما ويكون متعديا وإنما يتبين ذلك بالمصدر ويقال صد يصد صدا إذا صرف غيره كقوله تعالى * (فصدهم عن السبيل) * سورة النمل 24 وصد يصد صدودا إذا أعرض بنفسه كقوله تعالى " فمنهم من ءامن به ومنهم من صد عنه " سورة النساء 55 وكقوله * (رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) * النساء 61 قوله تعالى * (فكيف إذا أصابتهم مصيبة) * يقول فكيف يصنعون إذا أصابتهم عقوبة (بما قدمت أيديهم) يعني بما عملت أيديهم * (ثم جاؤوك يحلفون بالله) * قال في رواية الكلبي
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»