من قبل العهد * (أو يقاتلوا قومهم) * معكم من قبل القرابة ثم قال * (ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم) * ذكر منته على المؤمنين أنه يدفع عنهم البلاء ومنعهم عن قتالهم ثم قال تعالى * (فإن اعتزلوكم) * في القتال * (فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم) * يعني الصلح معناه أنهم لو ثبتوا على صلحهم فلا تقاتلوكم فذلك قوله * (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) * يعني حجة وسلطانا في قتالهم ثم قال تعالى * (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم) * وهم أسد وغطفان كانوا إذا أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون آمنا بك وإذا رجعوا إلى قومهم قالوا آمنا بالعقرب والخنفساء يقول إنهم لم يريدوا بذلك تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أرادوا به الاستهزاء وقال مجاهد هم ناس من أهل مكة كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ويسلمون رياء ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون بالأوثان ويريدون أن يأمنوا هاهنا وهاهنا فذلك قوله تعالى " كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها " يقول كلما دعوا إلى الشرك عادوا إليه ودخلوا فيه * (فإن لم يعتزلوكم) * في القتال * (ويلقوا إليكم السلم) * يعني لم يلقوا إليكم الصلح * (ويكفوا أيديهم) * عن قتالكم يعني إن لم يكفوا أيديهم * (فخذوهم) * يعني أسروهم * (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) * يعني حيث أدركتموهم ووجدتموهم * (وأولئكم) * يعني أهل هذه الصفة * (جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا) * يعني حجة مبينة في القتال سورة النساء الآية 92 قوله تعالى * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) * يقول وما جاز لمؤمن أن يقتل مؤمنا متعمدا إلا خطأ بغير قصد منه ويقال معناه ولا خطأ يعني ما جاز له يقتل عمدا ولا خطأ ثم قال * (ومن قتل مؤمنا خطأ) * نزلت الآية في شأن عياش بن أبي ربيعة حين قتل الحارث بن زيد وذلك أن عياشا هاجر إلى المدينة مؤمنا فجاءه أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام وهما أخواه لأمه ومعها الحارث بن زيد فقالوا له إن أمك تناشدك بحقها ورحمها أن ترجع إليها وأنك أحب الأولاد إليها وقد حلفت ألا يظلها بيت ولا تأكل طعاما ولا تشرب شرابا حتى ترجع إليها فارجع إليها وكن على دينك فخرج معهم فلما خرج من المدينة أوثقوه بحبل وضربوه وحملوه إلى مكة وألقوه في الشمس وحلفت أمه بأن
(٣٥١)