سورة النساء الآية 78 قوله تعالى * (أينما تكونوا يدرككم الموت) * يعني في أي موضع يأتيكم الموت * (ولو كنتم في بروج مشيدة) * يعني في القصور الطوال المشيدة المبنية إلى السماء حتى لا يخلص إليه أحد من بني آدم وقال القتبي البروج الحصون والمشيدة المطولة وذلك أنهم لما تثاقلوا عن الخروج إلى الجهاد مخافة الموت فأخبرهم الله تعالى لا يموتون قبل الأجل إذا جاء أجلهم لا ينجون من الموت وإن كانوا في موضع حصين وهذا قوله تعالى " قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صدقين " آل عمران 168 ثم أخبر عن المنافقين فقال * (وإن تصبهم حسنة) * يعني الفتح والغنيمة والخصب * (يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة) * يعني نكبة وهزيمة * (يقولوا هذه من عندك) * يعني من شؤمك يعني أصابتنا بسببك أنت الذي حملتنا على هذا * (قل كل من عند الله) * يقول الرخاء والشدة من الله ويقال القدر خيره وشره من الله تعالى ثم قال تعالى * (فما لهؤلاء القوم) * يعني ما للمنافقين * (لا يكادون يفقهون حديثا) * يعني لا يفهمون قولا إن الشدة والرخاء من الله تعالى لا يسمعون ولا يفقهون ما أتاهم ربهم في القرآن سورة النساء 79 - 81 قوله تعالى * (ما أصابك من حسنة) * يعني النعمة وهو الفتح والغنيمة * (فمن الله) * أي بفضله * (وما أصابك من سيئة) * يعني البلاء والشدة من العدو أو الشدة في العيش * (فمن نفسك) * يعني فبذنبك وأنا قضيته عليك ويقال * (ما أصابك من حسنة) * يوم بدر فمن الله " وأصابك من سيئة " يوم أحد فمن نفسك يعني بذنب أصحابك يعني بتركهم المركز ويقال * (ما أصابك من حسنة) * يعني الدلائل والعلامات لنبوتك فمن الله * (وما أصابك من سيئة) * يعني انقطاع الوحي فمن نفسك يعني بترك الاستثناء حيث انقطع عنك جبريل عليه السلام أياما بترك استثنائك به ويقال * (ما أصابك من حسنة) * يعني تكثير الأمة فمن الله * (وما أصابك من سيئة) * يعني من أذى الكفار فبتعجيلك كقوله تعالى " لعلك بخع نفسك ألا يكونوا
(٣٤٥)