لجميع الناس برد الأمانات إلى أهلها ويقال نزلت في شأن اليهود حيث كتموا نعت محمد صلى الله عليه وسلم وكانت أمانة عندهم فمنعوها ويقال هذا أمر لجميع المسلمين بأداء الفرائض وجميع الطاعات لأنها أمانة عندهم كقوله تعالى * (إنا عرضنا الأمانة على السماوات) * إلى قوله * (وحملها الإنسان) * ثم قال تعالى * (وإذا حكمتم بين الناس) * يعني بين القوم * (أن تحكموا بالعدل) * يقول بالحق وقال الضحاك * (بين الناس) * يعني بين الخصوم * (أن تحكموا بالعدل) * يعني على بالبينة على المدعي واليمين على المدعى عليه * (إن الله نعما يعظكم به) * يعني يأمركم بالعدل والنصيحة والاستقامة وأداء الأمانة * (إن الله كان سميعا) * بمقالة العباس * (بصيرا) * برد المفتاح إلى أهله قرأ ابن عامر والكسائي وحمزة * (نعما) * بنصب النون وكسر العين والاختلاف فيه كالاختلاف الذي في سورة البقرة وذلك قوله * (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) * سورة النساء 59 وقوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله) * يعني في الفرائض * (وأطيعوا الرسول) * يعني في السنن ويقال * (وأطيعوا الله) * فيما فرض * (وأطيعوا الرسول) * فيما بين ويقال * (أطيعوا الله) * بقول لا إله إلا الله * (وأطيعوا الرسول) * بقول محمد رسول الله * (وأولي الأمر منكم) * قال الكلبي ومقاتل يعني أمراء السرايا وقال الضحاك يعني الفقهاء والعلماء في الدين ويقال الخلفاء والأمراء يجب طاعتهم ما لم يأمروا بالمعصية ثم قال " فإن تنازعتم في شيء " من الحلال والحرام والشرائع * (فردوه إلى الله والرسول) * يعني إلى أمر الله فيما يأمر بالوحي وإلى أمر الرسول فيما يخبر عن الوحي ثم بعد النبي صلى الله عليه وسلم لما انقطع الوحي يرد إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويقال معناه إذا أشكل عليكم شيء فقول الله ورسوله أعلم وهذا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل وقال الخليل بن أحمد البصري الناس أربعة رجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا أحمق فاجتنبوه ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهل فعلموه ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فهذا نائم فأيقظوه ورجل يدري ويدري أنه يدري فهذا عالم فاتبعوه ثم قال تعالى * (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) * يعني إن كنتم تصدقون بالله وبالبعث بعد الموت * (ذلك خير) * يعني الرد إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم خير من الاختلاف * (وأحسن تأويلا) * يعني وأحسن عاقبه وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال حق على الإمام أن يحكم بالعدل ويؤدي الأمانة فإذا فعل ذلك وجب على
(٣٣٨)