تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢١٩
في ذلك الوقت والثالث حيث يقبض روحي ملك الموت فيقول يا رب أمع الكفر أم مع الإيمان فلا أدري كيف يخرج الجواب والرابع حيث يقول * (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) * يس 59 فلا أدري من أي الفريقين أكون وإلى هذا ذهب أهل الخبر ثم قال تعالى * (لا إله إلا هو) * يعني لا خالق ولا مصور إلا هو * (العزيز الحكيم) * يعني المنيع بالنقمة لمن جحده * (الحكيم) * يحكم تصوير الخلق على ما يشاء سورة آل عمران الآيات 7 - 9 قوله تعالى * (هو الذي أنزل عليك الكتاب) * يعني جبريل أنزل بالقرآن * (منه آيات محكمات) * يعني من القرآن آيات واضحات ويقال مبينات بالحلال والحرام ويقال ناسخات لم تنسخ قط * (هن أم الكتاب) * يعني أصل كل كتاب وهي ثلاث آيات من سورة الأنعام وهو قوله تعالى * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) * الأنعام 151 إلى آخر الآيات وروي عن ابن عباس أنه سمع رجلا يقول فاتحة الكتاب أم الكتاب فقال له ابن عباس بل أم الكتاب قوله تعالى * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) * الأنعام 151 إلى آخر ثلاث آيات ثم قال تعالى * (وأخر متشابهات) * قال الضحاك يعني منسوخات وقال الكلبي يعني ما اشتبه على اليهود كعب بن الأشرف وأصحابه " الألم " و * (المر) * ويقال المحكم ما كان واضحا لا يحتمل التأويل والمتشابه الذي يكون اللفظ يشبه اللفظ والمعنى مختلف ويقال المحكم الذي هو حقيقة اللغة والمتشابه ما كان مجازا ويقال المحكمات التي فيها دلالة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والمتشابه الذي اشتبهت الدلالة فيه فإن قيل إذا أنزل القرآن للبيان فكيف لم يجعل كله واضحا قيل له الحكمة في ذلك والله أعلم أن يظهر فضل العلماء لأنه لو كان الكل واضحا لم يظهر فضل العلماء بعضهم على بعض وهكذا يفعل كل من يصنف تصنيفا يجعل بعضه واضحا وبعضه مشكلا ويترك للحيرة موضعا لأن ما هان وجوده قل بهاؤه ثم قال تعالى * (فأما الذين في قلوبهم زيغ) * يعني ميل عن الحق وهم اليهود * (فيتبعون ما تشابه منه) * قال الضحاك يعني ما نسخ منه * (ابتغاء الفتنة) * يعني طلب الشرك واستبقاؤه ما
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»