تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٢٥
يغرن ولا يحسدن ولا ينظرن إلى غير أزواجهن * (ورضوان من الله) * يعني مع هذه النعم لهم رضوان من الله وهو من أعظم النعم كما قال في آية أخرى * (ورضوان من الله أكبر) * التوبة 72 قرأ عاصم في رواية أبي بكر * (ورضوان) * بضم الراء والباقون بالكسر وهما لغتان وتفسيرهما واحد ثم قال تعالى * (والله بصير بالعباد) * يعني عالم بأعمالهم وثوابهم ثم وصفهم فقال تعالى * (الذين يقولون ربنا إننا آمنا) * يعني صدقنا * (فاغفر لنا ذنوبنا) * يعني خطايانا التي كانت في الشرك وفي الإسلام * (وقنا عذاب النار) * يعني ادفع عنا عذاب النار ثم قال عز وجل * (الصابرين) * الذين يصبرون على طاعة الله ويصبرون على المعاصي ويصبرون على ما أصابهم من الشدة والمصيبة ثم قال تعالى * (والصادقين) * في إيمانهم وفي قلوبهم وفي وعدهم بينهم وبين الناس وبينهم وبين الله تعالى ثم قال تعالى * (والقانتين) * يعني المطيعين لله تعالى * (والمنفقين) * الذي يتصدقون من أموالهم في سبيل الله * (والمستغفرين بالأسحار) * يعني يصلون لله عند الأسحار ويقال يصلون لله بالليل ويستغفرون عن السحر سورة آل عمران الآية 18 قوله تعالى " شهد الله أنه لا إله إلا الله " يعني أن الله تعالى قبل أن يخلق الخلق شهد أن لا إله إلا هو * (والملائكة) * ولما خلق الملائكة شهدوا بذلك ثم لما خلق الله المؤمنين شهدوا بمثل ذلك وهم * (أولو العلم) * يعني المؤمنين شهدوا بذلك * (قائما بالقسط) * يعني الله قائما بالعدل على كل نفس ويقال من أقر بهذه الشهادة على عقد قلبه فقد قام بالعدل وقال مقاتل سبب نزول هذه الآية أن عبد الله بن سلام وأصحابه قالوا لرؤساء اليهود اتبعوا دين محمد صلى الله عليه وسلم فقالت اليهود ديننا أفضل من دينكم فقال الله تعالى * (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم) * يشهدون بذلك وأولوا العلم بالتوراة يشهدون بذلك ويشهدون أن الله قائم بالقسط يعني بالعدل وأن الدين عند الله الإسلام قال الكلبي وفيه وجه آخر وذلك أنه لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قدم عليه حبران من أحبار الشام فلما نظرا إلى المدينة قال أحدهما لصاحبه ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»