تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٤٢
ثم قال عز وجل * (أولئك الذين) * يعني رؤساء اليهود * (الذين اشتروا الضلالة بالهدى) * يعني اختاروا الكفر على الإيمان * (والعذاب بالمغفرة) * يعني اختاروا النار على الجنة * (فما أصبرهم على النار) * يقول فما الذي أجرأهم على فعل أهل النار ويقال معناه فما أبقاهم في النار كما يقال فما أصبر فلانا على الحبس أي أبقاه * (ذلك) * أي ذلك العذاب * (بأن الله نزل الكتاب بالحق) * أي القرآن بالحق يعني بالعدل * (وإن الذين اختلفوا في الكتاب) * أي في القرآن * (لفي شقاق بعيد) * أي في ضلال بين ويقال معناه أن الله تعالى أنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بالعدل فتركوا اتباعه وخالفوه فاستوجبوا بذلك العذاب ويقال * (لفي شقاق بعيد) * يعنس في خلاف بعيد من الحق وذكر عن قتادة أنه قال * (فما أصبرهم على النار) * أي فما أجرأهم على العمل الذي يقربهم إلى النار وروي عن مجاهد أنه قال ما أعملهم بعمل أهل النار ويريد ما أدومهم على أعمال أهل النار وقال أبو عبيدة ما الذي صيرهم ودعاهم إلى النار سورة البقرة الآية 177 قوله تعالى * (ليس البر أن تولوا وجوهكم) * قرأ حمزة وعاصم في رواية حفص * (ليس البر) * بنصب الراء على معنى خبر ليس وقرأ الباقون بالرفع على معنى اسم ليس من قرأ بالرفع فهو الظاهر في العربية لأن ليس يرفع الاسم الذي بعده بمنزلة كان وأما من قرأ بالنصب فإنه يجعل الاسم ما بعده ويجعل * (البر) * خبره وقرأ نافع وابن عامر * (ولكن البر) * بكسر النون وضم الراء وقرأ الباقون * (ولكن البر) * بنصب النون مشددة وبنصب الراء قال مقاتل في قوله * (ليس البر أن تولوا وجوهكم) * يعني ليس البر أن تحولوا وجوهكم في الصلاة * (قبل المشرق والمغرب) * فلا تعملوا غير ذلك * (ولكن البر من آمن بالله) * يعني صدق بالله بأنه واحد لا شريك له ويقال معناه ليس البر كله في الصلاة ولكن البر ما ذكر في هذه الآية من العبادات ثم اختلفوا في معنى قوله * (ولكن البر من آمن بالله) * قال بعضهم معناه ولكن ذو البر من آمن بالله وقال بعضهم معناه ولكن البر بر من آمن بالله وكلا المعنيين
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»