ونحو هذا مثل * (أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم) * الفاتحة 7 * (على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم) * البقرة 7 وكان نافع في رواية ورش عنه يقرأ سكون الميم إلا أن يستقبله ألف أصلية فيضم الميم مثل قوله " سواء عليهم أأنذرتهم " البقرة 6 ويس 10 * (إذ يتنازعون بينهم أمرهم) * الكهف 21 * (وقد خلقكم أطوارا) * نوح 14 وكان حمزة والكسائي يقرآن بسكون الميم إلا أن يستقبله ألف ولام مثل قوله * (وضربت عليهم الذلة) * البقرة 61 وأما قوله * (خطوات الشيطان) * البقرة 168 وغيرها قرأ نافع وأبو عمرو وحمزة وعاصم في رواية أبي بكر * (خطوات) * بجزم الطاء وقرأ الكسائي وابن كثير وعاصم في رواية حفص * (خطوات) * بضم الطاء وهما لغتان ومعناهما واحد سورة البقرة الآية 171 ثم قال تعالى * (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء) * فهذا مثل ضرب الله تعالى لأهل الكفر إنهم مثل البهائم لا يعقلون شيئا سوى ما يسمعون من النداء وفي الآية إضمار ومعناه مثلك يا محمد مع الكفار * (كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء) * وهذا قول الزجاج وقال القتبي قال الفراء ومثل واعظ الذين كفروا فحذف ذكر الواعظ كما قال تعالى " وسئل القرية " يوسف 82 وقال القتبي أيضا * (مثل الذين كفروا) * يعني ومثلنا في وعظهم فحذف اختصارا إذ كان في الكلام ما يدل عليه * (كمثل الذي ينعق) * يعني الراعي إذا صاح بالغنم لا يسمع إلا دعاء ونداء فحسب ولا تفهم قولا ولا يحسن جوابا فكذلك الكافر لا يعقل المواعظ * (صم) * عن الخير فهم لا يسمعون * (بكم) * يعني خرسا لا يتكلمون بالحق * (عمي) * لا يبصرون الهدى ويقال كأنهم صم لأنهم يتصاممون عن سماع الحق * (فهم لا يعقلون) * الهدى سورة البقرة الآيات 172 - 173 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) * يعني من الحلال من الحرث والأنعام * (واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) * يعني إن كنتم تريدون بترك أكله رضى الله تعالى فكلوه فإن رضى الله تعالى أن تحلوا حلاله وتحرموا حرامه ويقال إن محرم ما أحل الله مثل محل ما حرم الله ويقال في الآيتين بيان فضل هذه الأمة لأنه تعالى خاطبهم بما خاطب به أنبياءه عليهم الصلاة والسلام لأنه قال لأنبيائه * (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات) *
(١٣٩)