تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٤١
في حد الاضطرار الذي يحل له الميتة قال بعضهم إذا كان بحال يخاف على نفسه التلف وهو قول الشافعي وروي عن ابن المبارك أنه قال إذا كان بحال لو دخل السوق لا ينظر إلى شيء سوى الخبز وقال بعضهم إذا كان بحال يضعفه عن أداء الفرائض وقد اختلفوا أيضا في أكله قال بعضهم أكله حرام ألا أنه كما قال تعالى * (فلا إثم عليه) * ألا ترى أنه قال في سياق الآية * (إن الله غفور رحيم) * وقال بعضهم هو حلال ولا يسعه تركه لأنه قال في آية أخرى * (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) * الأنعام 119 فلما استثنى منه ثبت أنه حلال وروي عن مسروق أنه قال من اضطر إلى ميتة فلم يأكل حتى مات دخل من النار سورة البقرة الآيات 174 - 176 قوله تعالى * (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) * نزلت في رؤساء اليهود كانوا يرجون أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم منهم فلما كان من غيرهم خشوا بأن تذهب منافعهم من السفلة فعمدوا إلى صفة النبي صلى الله عليه وسلم فغيروها وقال بعضهم غيروا تأويلها فنزلت هذه الآية * (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) * يعني في التوراة بكتمان نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (ويشترون به ثمنا قليلا) * يعني يختارون به عرضا يسيرا من منافع الدنيا * (أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار) * يعني يأكلون الحرام وإنما سمي الحرام نارا لأنه يستوجب به النار كما قال في آية أخرى * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا) * النساء 10 * (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) * أي لا يكلمهم بكلام الخير لأنه يكلمهم بكلام العذاب حيث قال " أحسنوا فيها ولا تكلمون " المؤمنون 108 * (ولا يزكيهم) * يعني ولا يطهرهم من الأعمال الخبيثة السيئة وقال الزجاج * (ولا يزكيهم) * أي لا يثني عليهم خيرا ومن لا يثني عليه الخير فهو يعذبه * (ولهم عذاب أليم) * أي وجيع يعني الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب وكذلك كل من كان عنده علم فاحتاج الناس إلى ذلك فكتمه فهو من أهل هذه الآية وهذا كما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كتم علما أعطاه الله تعالى ألجم بلجام من نار
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»