187 * (وإذا سألك عبادي عني) * وذلك أنه لما نزلت هذه الآية * (ادعوني أستجب لكم) * غافر 60 قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله في أي وقت ندعو الله حتى يستجاب دعاؤنا فنزلت هذه الآية * (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) * يعني أجيبكم في أي وقت تدعونني وقال بعضهم سأله بعض أصحابه فقالوا يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزل قوله تعالى * (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) * وقال مقاتل إن عمر واقع امرأته بعدما صلى العشاء فندم على ذلك فبكى وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ورجع من عنده مغتما وكان ذلك قبل الرخصة فنزلت هذه الآية * (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) * قرأ أبو عمرو ونافع وعاصم في إحدى الروايتين " دعوة الداعي إذا دعاني " بالياء كليهما وقرأ الباقون كليهما بحذف الياء وأصله بالياء إلا أن الكسر يقوم مقام الياء ويقال فإني قريب في الإجابة أجيب دعوة الداعي إذا دعاني ثم قال * (فليستجيبوا لي) * الاستجابة بالطاعة * (وليؤمنوا بي) * وليصدقوا بوعدي وقال ابن عباس في رواية الكلبي * (فليستجيبوا لي) * الاستجابة أن تقولوا بعد صلاتكم لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك * (وليؤمنوا بي) * والإيمان إن تقول آمنت بالله وكفرت بالطاغوت وأن وعدك حق لقاءك حق وأشهد أنك أحد فرد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها وأنك باعث من في القبور وروي عن ابن عباس أنه قال ما تركت هذه الكلمات دبر كل صلاة منذ نزلت هذه الآية وروي عن الكلبي أنه قال ما تركتها منذ أربعين سنة ويقال معناه أجيبوا لي بالطاعة إذا دعاكم محمد صلى الله عليه وسلم * (وليؤمنوا بي) * أي صدقوا بتوحيدي * (لعلهم يرشدون) * أي يهتدون من الضلالة قوله تعالى * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث) * يعني الجماع كان في ابتداء الإسلام لا تحل المجامعة في ليالي الصوم ولا الأكل ولا الشرب بعد العشاء الآخرة فأحل الله تعالى ذلك كله إلى طلوع الفجر وروى بكر بن عبد الله عن ابن عباس أنه قال الغشيان واللمس والإفضاء والمباشرة والرفث هو الجماع ولكن الله حيي كريم يكني بما شاء وسبب نزول هذه الآية أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقع امرأته بعد صلاة العشاء في شهر رمضان بعد النوم فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت جديرا بذلك فرجع
(١٥٠)