والمراد به الاستقبال يعني إذا زاد في الطواف حول البيت على ما هو واجب عليه * (فإن الله شاكر) * يقبله منهم * (عليم) * بما نووا وقال القتبي يطوف أصله يتطوف فأدغمت التاء في الطاء الجناح الإثم ويقال إن الله شاكر يقبل اليسير ويعطي الجزيل ويقال إن الله شاكر بقبول أعمالكم * (عليم) * بالثواب ويقال الطواف للغرباء أفضل من الصلاة لأنهم يقدرون على الصلاة إذا رجعوا إلى منازلهم ولا يمكنهم الطواف إلا في ذلك الوقت والله تعالى قد حث على الطواف بقوله * (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم) * سورة البقرة الآيات 159 - 160 قوله تعالى * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات) * نزلت في شأن رؤساء اليهود منهم كعب بن الأشرف ومالك بن الضيف وابن صوريا يقول يكتمون ما أنزلنا في التوراة من البينات الحلال والحرام وآية الرجم * (والهدى) * يعني أمر محمد صلى الله عليه وسلم * (من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) * يعني في التوراة ويقال في القرآن * (أولئك يلعنهم الله) * يعني يخذلهم * (ويلعنهم اللاعنون) * قال ابن عباس وذلك أن الكافر إذا وضع في قبره سئل من ربك وما دينك فيقول لا أدري فيقال له ما دريت فهكذا كنت في الدنيا ثم يضربه ضربة يسمعها كل شيء إلا الثقلين فلا يسمع صوته شيء إلا لعنه فذلك قوله تعالى * (ويلعنهم اللاعنون) * وروي عن ابن مسعود أنه قال إذا تلاعن اثنان فإن كان أحدهما مستحقا للعنة رجعت اللعنة إليه وإن لم يكن يستحق أحدهما اللعنة ارتفعت اللعنة إلى السماء فلم تجد هناك موضعا فتنحدر فترجع إلى الذي تكلم بها إن كان أهلا لذلك وإن لم يكن أهلا لذلك رجعت إلى الكفار وفي بعض الروايات إلى اليهود فذلك قوله تعالى * (ويلعنهم اللاعنون) * ثم استثنى التائبين من اللعنة فقال عز وجل * (إلا الذين تابوا) * من الكفر واليهودية * (وأصلحوا) * أعمالهم فيما بينهم وبين ربهم ويقال معناه وأصلحوا لمن أفسدوا من السفلة وبينوا صفته في كتبهم * (فأولئك أتوب عليهم) * يعني أتجاوز عنهم * (وأنا التواب الرحيم) * المتجاوز لمن تاب ورجع فيقبل توبته سورة البقرة الآيات 161 - 162 قوله تعالى * (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار) * يعني ثبتوا على كفرهم حتى ماتوا على ذلك * (أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) * قال الكلبي لعنة المؤمنين
(١٣٤)