أحكام القرآن - الجصاص - ج ٢ - الصفحة ٣٢٦
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطائفة منهم ركعتين ثم انصرفوا وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا وكل طائفة ركعتين "، وهذا يدل على اضطراب حديث يزيد بن رومان.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف على وجوه أخر، فاتفق ابن مسعود وابن عباس وابن عمر وجابر وحذيفة وزيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بإحدى الطائفتين ركعة والطائفة الأخرى مواجهون العدو ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعة، وأن أحدا منهم لم يقض بقية صلاته قبل فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى صالح بن خوات على ما قد اختلف عنه فيه مما قدمنا ذكره. وروى أبو عياش الزرقي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف نحو المذهب الذي حكيناه عن ابن أبي ليلى وأبي يوسف إذا كان العدو في القبلة. وروى أيوب وهشام عن أبي الزبير عن جابر هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك رواه داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس، وكذلك عبد الملك عن عطاء عن جابر، وكذلك قتادة عن الحسن عن حطان عن أبي موسى من فعله. ورواه عكرمة بن خالد عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك هشام بن عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روي عن ابن عباس وجابر ما قدمنا ذكره قبل هذا، واختلفت الرواية عنهما فيها.
وروي فيها نوع آخر، وهو ما حدثنا محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود قال:
حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري قال: حدثنا حياة بن شريح وابن لهيعة قالا: أخبرنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة: هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال أبو هريرة: نعم، قال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة: عام غزوة نجد " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة العصر فقامت معه طائفة وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا جميعا الذين معه والذين مقابلي العدو، ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجدت الطائفة التي تليه والآخرون قيام مقابلي العدو، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت الطائفة التي معه فذهبوا إلى العدو فقابلوهم وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ومن معه، ثم كان السلام فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا جميعا، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة ".
وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم نوع آخر من صلاة الخوف، وهو ما حدثنا محمد بن بكر قال:
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»