تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٧٨
في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يليت لنا مثل ما أوتى قرون إنه لذو حظ عظيم * (79) * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صلحا ولا يلقاها إلا الصابرون * (80) * فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * (81) * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون * (82) * تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعقبة للمتقين * (83) * من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون * (84) * إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين * (85) * وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين * (86) * ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك و ادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين * (87) * ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون * (88) *
____________________
في زينته) قيل خرج على بغلة شهباء عليها سرج من ذهب وعليه الأرجوان ومعه أربعة آلاف في زيه (قال الذين يريدون الحياة الدنيا) من ضعيفي المؤمنين وقيل كانوا كفارا (يا) للتنبيه (ليت لنا مثل ما أوتي قارون) غبطة لا حسدا إذ تمنوا مثله لا عينه (إنه لذو حظ) بخت (عظيم) من الدنيا (وقال الذين أوتوا العلم) بأحوال الدارين (ويلكم) هلاكا لكم كلمة زجر (ثواب الله) في الآخرة (خير لمن آمن وعمل صالحا) مما أوتي قارون بل مما في الدنيا (ولا يلقاها (1)) أي الكلمة التي قالها العلماء والثواب لأنه بمعنى المثوبة أو الجنة (إلا الصابرون) على الطاعة وعن المعصية (فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة) أعوان (ينصرونه من دون الله) يمنعونه من عذابه (وما كان من المنتصرين) الممتنعين منه (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس) من قريب (يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) يوسع لا لكرامة ويضيق لا لهوان بل بحسب الحكمة، قيل وي للتعجب وكان للتشبيه أي ما أشبه الحال بأن الله يبسط وقيل ويك بمعنى ويلك أي ويك اعلم أن الله (لولا أن من الله علينا) فلم يعطنا مثله (لخسف (2) بنا) كما خسف به (ويكأنه لا يفلح الكافرون) لنعمة الله أو به وبرسله (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض) تكبرا وقهرا (ولا فسادا) بغيا وظلما (والعاقبة) المحمودة (للمتقين) المعاصي (من جاء بالحسنة فله خير منها) فسر في آخر النمل (5) (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات) وضع موضع فلا يجزون تقبيحا لحالهم بتكرير نسبة السيئة إليهم (إلا ما كانوا يعملون) إلا مثله وحذف المثل مبالغة في المماثلة (إن الذي فرض عليك القرآن) أوجب تلاوته وتبليغه وامتثال ما فيه (لرادك إلى معاد) عظيم الشأن في الرجعة أو في البعث أو هو مكة ورده إليها يوم الفتح (قل ربي أعلم من جاء بالهدى (3)) وما يستوجبه (ومن هو في ضلال مبين) وما يستوجبه (وما كنت ترجو أن يلقى (4) إليك الكتاب) القرآن (إلا) لكي ألقي إليك (رحمة من ربك) أو متصل إذ المعنى وما ألقي إليك إلا رحمة منك (فلا تكونن ظهيرا) معينا (للكافرين) على مرادهم وهو وما بعده تهييج (ولا يصدنك) أي الكافرون عن آيات الله عن تلاوتها واتباعها (بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك) إلى توحيده وعبادته (ولا تكونن من المشركين) بإعانتهم (ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه) إلا ذاته وعنهم (عليهم السلام) إلا وجهه الذي يؤتى منه وهو حججه ونحن وجهه، فالمراد بالهلاك ما يجر إلى الضلال والعذاب (له الحكم) القضاء النافذ (وإليه ترجعون (5)) للجزاء.

(1) يلقيها: بضم أوله وتشديد القاف بالكسر.
(2) خسف " بضم أوله وكسر السين ".
(3) ربي: بفتح الياء أعلم من جى بالهدى: بكسر الدال.
(4) يلقى: بكسر القاف بعدها ياء. [*] أنظر الآية 89 منها.
(5) ترجعون: بفتح أوله وكسر الجيم.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»