تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٨٦
أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون * (8) * أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * (9) * ثم كان عقبة الذين أسوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون * (10) * الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون * (11) * ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون * (12) * ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كفرين * (13) * ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * (14) * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون * (15) * وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون * (16) * فسبحن الله حين تمسون وحين تصبحون * (17) * وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون * (18) * يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون * (19) * ومن آياته أن خلقكم
____________________
أولم يتفكروا في أنفسهم) ظرف نحو تفكر في قلبه أو صلة أي في أمرها فإنها أقرب شئ إليهم وفيها ما في العالم الأكبر من عجائب الصنع (ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى) ينتهي بقاؤها إليه (وإن كثيرا من الناس بلقاء (1) ربهم) بلقاء جزائه والبعث (لكافرون) جاحدون لعدم تفكرهم (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة) كعاد وثمود (وأثاروا الأرض) قلبوها للزرع واستحداث الأنهار والآبار وغيرها (وعمروها أكثر مما عمروها) من عمارة أهل مكة وهو تهكم بهم إذ لا إثارة لهم ولا عمارة أصلا مع تباهيهم في الدنيا التي عمدة ما يتباهى به أهلها الإثارة والعمارة (وجاءتهم رسلهم بالبينات) بالحجج الواضحات (فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) بتدميرهم (ثم كان عاقبة (2) الذين أساؤا) العقوبة (السوأى) تأنيث أسوأ أو مصدر وصف به (أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون الله يبدأ الخلق) ينشئهم (ثم يعيده) بالبعث (ثم إليه ترجعون (3)) التفات إلى الخطاب وقرئ بالياء (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون) يسكنون حيرة ويأسا (ولم يكن لهم من شركائهم) من أشركوهم بالله (شفعاء) يخلصونهم كما زعموا (وكانوا بشركائهم كافرين) جاحدين (ويوم تقوم الساعة يومئذ) تأكيد (يتفرقون) أي المؤمنون والكافرون (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة) أرض ذات خضرة وماء وهي الجنة (يحبرون) يسرون سرورا يتهللون له (وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون) لا يفارقونه (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون) أمر بلفظ الخبر أي نزهوه تعالى وأثنوا عليه في هذه الأوقات لظهور قدرته وتجدد نعمته فيها وخص التسبيح بالمساء والصباح لأظهرية آثار القدرة فيهما والحمد بالعشي وهو آخر النهار والظهيرة وهي وسطه لأكثرية تجدد النعم فيهما (يخرج الحي من الميت (4)) كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة (ويخرج الميت (5)) النطفة والبيضة (من الحي ويحيي الأرض) بالنبات (بعد موتها) يبسها (وكذلك) الإخراج (تخرجون (6) من قبوركم أحياء (ومن آياته أن خلقكم...

(1) يلقا بدون الهمزة في آخره.
(2) عاقبة. بضم اخره.
(3) يرجعون بالياء والتاء مضمومتان - يرجعون بالياء والتاء مفتوحتان.
(4) الميت: بسكون الياء.
(5) الميت. بسكون الياء وكسر التاء.
(6) تخرجون. بفتح التاء وضم الراء.
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»