تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٤٥
أيمنهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون * (53) * قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلغ المبين * (54) * وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون * (55) * وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون * (56) * لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير * (57) * يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * (58) * وإذا بلغ الأطفال منكم
____________________
أيمانهم) غايتها (لئن أمرتهم) بالخروج من ديارهم وأموالهم (ليخرجن قل لا تقسموا) كاذبين (طاعة معروفة) لا نفاق فيها أولى بكم من أيمانكم الكاذبة أو المطلوب منكم طاعة مفروضة لا نفاقية أو طاعتكم طاعة معروفة بأنها نفاقية (إن الله خبير بما تعملون) فيعلم ما تضمرون (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا) تتولوا عن الطاعة (فإنما عليه) على الرسول (ما حمل) من التبليغ (وعليكم ما حملتم) من طاعته (وإن تطيعوه تهتدوا) إلى الرشد (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) وقد بلغ فإن قبلتم فلكم وإلا فعليكم (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) بجعلهم خلفاء متصرفين فيها (كما استخلف (1) الذين من قبلهم) أي بني إسرائيل بدل الجبابرة وقرئ ببناء المفعول (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) وهو الإسلام (وليبدلنهم (2)) بالتشديد والتخفيف (من بعد خوفهم) من أعدائهم أو عذاب الآخرة (أمنا) منهم أو منه (يعبدونني لا يشركون بي شيئا) حال من الواو (ومن كفر) بهذه النعم (بعد ذلك) الوعد الصادق (فأولئك هم الفاسقون) الخارجون إلى أقبح الكفر (وأقيموا الصلاة) عطف على أطيعوا (وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول) كررت طاعته تأكيدا (لعلكم ترحمون) رجاء للرحمة (لا تحسبن) يا محمد (الذين كفروا معجزين في الأرض) أي لا يحسبن الكفار أحدا معجزا لنا في الأرض أو لا تحسبن أنفسهم معجزين (ومأواهم النار ولبئس المصير) المرجع هي (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) قد سبق الأمر بالاستئذان العام وهذا استئذان خاص (والذين لم يبلغوا الحلم منكم) من الأحرار يعم الذكور والإناث (ثلاث مرات) في اليوم والليلة (ومن قبل صلاة الفجر) لأنه وقت القيام من المضاجع وتبديل لبس الليل بلبس النهار (وحين تضعون ثيابكم) للقيلولة (من الظهيرة) بيان لحين (ومن بعد صلاة العشاء) بعد لأنه وقت تبديل لبس اليقظة بلبس النوم (ثلاث (4) عورات لكم) أي هذه أوقات ثلاث والعورات الخلل (ليس عليكم ولا عليهم) أي المماليك والصبيان (جناح) في أن لا يستأذنوا (بعدهن) بعد هذه الأوقات، هم (طوافون عليكم بعضكم) طائف أو يطوف بعضكم (على بعض كذلك) التبيين (يبين الله لكم الآيات) الأحكام (والله عليم) بما يصلحكم (حكيم) فيما دبر لكم (وإذا بلغ الأطفال منكم) أيها الأحرار...

(1) كما استخف: بضم التاء وكسر اللام.
(2) وليبدلنهم: بسكون الباء وكسر الدال المخففة.
(3) تحسبن: بكسر السين - يحسبن.
(4) ثلاث: بفتحات.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»