تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٤١
بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون * (31) * وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم * (32) * وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم * (33) * ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين * (34) *، الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى
____________________
بخمرهن على جيوبهن (1)) لستر نحورهن وصدورهن (ولا يبدين زينتهن) الخفية كرر تأكيدا وللاستثناء من محل الإبداء له بقوله (إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن) نسبا ورضاعا لاحتياجهن إلى مخالطتهم ولبعدهم عن وقوع الفتنة لنفرة الطباع عن مماسة القرائب ويعم الآباء من علا والأبناء من سفل ولم يذكر الأعمام والأخوال لأنهم في معنى الآباء أو الإخوان (أو نسائهن) أي المسلمات فلا يتجردن للكافرات وقيل كل النساء (أو ما ملكت أيمانهن) قيل يعم العبيد والإماء ويعضده بعض الأخبار والمشهور اختصاصه بالإماء وهو الأحوط (أو التابعين) الناس لفضل طعامهم. (غير (2) أولى الإربة) الحاجة إلى النساء (من الرجال) وهم البله الذين لا يعرفون أمورهن وقيل الشيوخ الصلحاء (أو الطفل) جنس أريد به الجمع أي الأطفال (الذين لم يظهروا) لم يطلعوا (على عورات النساء) أي لم يعرفوها لعدم شهوتهم (ولا يضربن بأرجلهم ليعلم ما يخفين من زينتهن) ليقعقع خلخالها ليعلم أنها ذات خلخال (وتوبوا إلى الله جميعا أيها (3) المؤمنون) من تقصير لا يكاد أحدكم يخلو منه أو مما فعلتموه في الجاهلية (لعلكم تفلحون) تسعدون في الدارين (وأنكحوا الأيامى منكم) مقلوب أيائم جمع أيم وهو العزب ذكرا كان أو أنثى بكرا أو ثيبا أمر للأولياء بتزويج الأيامى الحرائر الأحرار بعضهم من بعض وللسادة بتزويج عبيدهم وإمائهم بقوله (والصالحين من عبادكم وإمائكم) وتذكير الصالحين للتغليب وتخصيصهم لأهمية الاهتمام بهم وتحصين دينهم (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) والفقر لا يمنع من النكاح فإن فضله يغني عن المال (والله واسع) إفضاله (عليم) بما تقتضيه الحكمة من بسط الرزق وتقديره (وليستعفف) وليجهد في العفة (الذين لا يجدون نكاحا) أسبابه أو ما ينكح به من المال (حتى يغنيهم الله من فضله) فيتمكنوا من النكاح (والذين يبتغون الكتاب) المكاتبة وهو قول السيد لمملوكه كاتبتك على كذا معناه كتبت على نفسي إعتاقك وكتبت عليك الوفاء بالمال (مما ملكت أيمانكم) من عبد أو أمة (فكاتبوهم) خبر الذين والفاء لمعنى الشرط (إن علمتم فيهم خيرا) صلاحا أو أمانة وقدرة على أداء المال بالتكسب (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) أمر للسادة بإعطائهم شيئا من أموالهم ومثله حط شئ مما التزموه (ولا تكرهوا فتياتكم) إماءكم (على البغاء (4)) على الزنى (إن أردن تحصنا) تعففا شرط للنهي ولا يلزم من عدمه جواز الإكراه لامتناع الإكراه بدونه على أن المفهوم إنما يعتبر إذا لم يكن للتقييد وجه سواه والوجه هنا سبب النزول وهو أنه كان لابن أبي جوار يكرههن على الزناء ويضرب عليهن ضرائب فشكا بعضهن إلى النبي فنزلت (لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) لهن إما مطلقا أو بشرط التوبة (ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات (4)) هي المبينة في الحدود والأحكام في السورة (ومثلا من الذين خلوا من قبلكم) وقصة عجيبة من جنس قصصهم وهي قصة عائشة أو مارية أو شبها من حالهم بحالكم لتعتبروا

(1) جيوبهن: بكسر أوله.
(2) غيره: بفتح آخره.
(3) " أيها " بالألف في الوقف.
(4) على البغا.
(5) مبينات: بتشديد الياء بالفتح.
(٣٤١)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»