تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٨٠
وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا * (7) * عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا * (8) * إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا * (9) * وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا أليما * (10) * ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا * (11) * وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلنه تفصيلا * (12) * وكل إنسان ألزمنه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتبا يلقاه منشورا * (13) * اقرأ كتبك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا * (14) * من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا * (15) * وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا * (16) * وكم أهلكنا من القرون
____________________
(وإن أسأتم فلها) العقوبة وذكر اللام ازدواجا وروي فلها رب يغفر (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوئوا (1) وجوهكم) أي بعثناهم ليجعلوا وجوهكم ظاهرة فيها آثار المساءة (وليدخلوا المسجد) بيت المقدس فيخربوه (كما دخلوه أول مرة وليتبروا) ليهلكوا (ما علوا) ما غلبوا عليه أو مدة علوهم (تتبيرا) وذلك بعد أن قتلوا يحيى وبقي دمه يغلي فسلط الله عليهم الفرس فقتلوا منهم ألوفا وسبوا ذراريهم وخربوا بيت المقدس (عسى ربكم أن يرحمكم) بعد المرة الثانية إن تبتم (وإن عدتم) إلى الفساد (عدنا) إلى عقوبتكم وقد عادوا بتكذيب محمد فسلط عليهم بقتل قريظة وإجلاء النضير وضرب الجزية (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) سجنا ومحبسا (إن هذا القرآن يهدي للتي) للطريقة التي (هي أقوم ويبشر (2) المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا) هيأنا (لهم عذابا أليما ويدع الإنسان بالشر) على نفسه وأهله ضجرا (دعاءه) كدعائه له (بالخير وكان الإنسان) أي جنسه (عجولا) بالدعاء بالشر لم ينتظر عاقبته (وجعلنا الليل والنهار آيتين) دالتين على قدرتنا وعلمنا (فمحونا آية الليل) الآية التي هي الليل أي طمسنا نورها بالظلام (وجعلنا آية النهار) الآية التي هي النهار (مبصرة) مضيئة أو متبصرا فيها وقيل بتقدير مضاف أي جعلنا نيري الليل والنهار آيتين ومحو القمر بجعله غير ذي شعاع ترى الأشياء به أو بالكلف الذي فيه وهو مروي روي لو لم يكن لما عرف الليل من النهار (لتبتغوا) في النهار (فضلا من ربكم) بالتصرف في وجوه معاشكم (ولتعلموا) بهما (عدد السنين والحساب) للأوقات (وكل شئ) تحتاجون إليه من أمر الدين والدنيا (فصلناه تفصيلا) بيناه تبيينا (وكل إنسان ألزمناه طائره) عمله من خير وشر (في عنقه) لزوم الطوق في عنقه (ونخرج (3) له يوم القيامة كتابا) وهو صحيفة عمله (يلقاه (4) منشورا) ويقال له (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) محاسبا ولقد أنصفك من جعلك حسيب نفسك (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) فتلزمهم الحجة (وإذا أردنا أن نهلك قرية) أي أهلها بعد قيام الحجة عليهم، وإذا دنا وقت إهلاكهم (أمرنا مترفيها) متنعميها أي رؤسائها بالطاعة، وخصوا لأن غيرهم تبع لهم (ففسقوا فيها) فتمادوا في العصيان والخروج عن الظلمة (فحق عليها القول) بالوعيد بانهماكهم في المعاصي (فدمرناها تدميرا) أهلكنا أهلها وخربناها (وكم) كثيرا (أهلكنا من القرون) الأمم بيان لكم...

(1) لنسوء - ليسوء: بتشديد السين بالضم - بالنقل والإدغام والحذف في الوقف.
(2) يبشير: بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين.
(3) يخرج: بضم الياء وفتح الراء - يخزج: بفتح الياء وضم الراء.
(4) يلقيه: بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف بالكسر وضم آخره.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»