وفي الدر المنثور أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال: صارت الأصنام والأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد.
أما ود فكانت لكلب في دومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع.
وكانوا أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت.
أقول: لعل المراد بصيرورة تلك الأصنام التي كانت لقوم نوح إلى العرب مطابقة ما عند العرب لما كان عندهم في الأسماء أو في الأوصاف والأسماء، وأما انتقال تلك الأصنام بأشخاصهن إلى العرب فبعيد غايته.
وروى القصة أيضا في علل الشرائع بإسناده عن جعفر بن محمد عليه السلام كما في الرواية.
وفي روضة الكافي بإسناده عن المفضل عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها.
قال: فالتفت عن يساره وأشار بيده إلى موضع دار الداريين وهو موضع دار ابن حكيم، وذاك فرات اليوم، فقال لي يا مفضل وهنا نصبت أصنام قوم نوح: يغوث ويعوق ونسر.
مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا _ 25. وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا _ 26. إنك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا _ 27. رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين الا تبارا _ 28.