تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢١٦
نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون _ 19. لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون _ 20.
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون _ 21. هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم _ 22.
هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون _ 23. هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم _ 24.
(بيان) الذي تتضمنه الآيات الكريمة كالنتيجة المأخوذة مما تقدم من آيات السورة فقد أشير فيها إلى مشاقة بني النضير من اليهود ونقضهم العهد وذاك الذي أوقعهم في خسران دنياهم وأخراهم، وتحريض المنافقين لهم على مشاقة الله ورسوله وهو الذي أهلكهم، وحقيقة السبب في ذلك أنهم لم يراقبوا الله في أعمالهم ونسوه فأنساهم أنفسهم فلم يختاروا ما فيه خير أنفسهم وصلاح عاجلهم وآجلهم فتاهوا وهلكوا.
فعلى من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر أن يذكر ربه ولا ينساه وينظر فيما يقدمه من العمل ليوم الرجوع إلى ربه فإن ما عمله محفوظ عليه يحاسبه به الله يومئذ فيجازيه عليه جزاء لازما لا يفارقه.
وهذا هو الذي يرومه قوله: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد " الآيات فتندب المؤمنين إلى أن يذكروا الله سبحانه ولا ينسوه وينظروا في أعمالهم
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست