تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢١٥
فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام.
أقول: والرواية تخالف ما في عدة من الروايات أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي عرض لهم أن يخرجوا بما تحمله الإبل من الأموال فلم يقبلوا ثم رضوا بذلك بعد أيام فلم يقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن يخرجوا بأنفسهم وأهليهم من غير أن يحملوا شيئا فخرجوا كذلك وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء.
وفيه أخرج ابن مردويه عن ابن عباس " ألم تر إلى الذين نافقوا " قال: عبد الله بن أبي ابن سلول ورفاعة بن تابوت وعبد الله بن نبتل وأوس بن قيظي. " وإخوانهم " بنو النضير.
أقول: المراد به عد بعضهم فلا ينافي ما في الرواية السابقة.
وفيه أخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عبيد بن رفاعة الدارمي يبلغ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كان راهب في بني إسرائيل فأخذ الشيطان جارية فحنقها فألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب فاتي بها الراهب فأبي أن يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها فكانت عنده.
فأتاه الشيطان فوسوس له وزين له فلم يزل به حتى وقع عليها فلما حملت وسوس له الشيطان فقال: الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فإن أتوك فقل: ماتت فقتلها ودفنها فأتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها فأتاه أهلها فسألوه فقال: ماتت فأخذوه.
فأتاه الشيطان فقال: أنا الذي ألقيت في قلوب أهلها، وأنا الذي أوقعتك في هذا فأطعني تنج واسجد لي سجدتين فسجد له سجدتين فهو الذي قال الله: " كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر " الآية.
أقول: والقصة مشهورة رويت مختصرة ومفصلة في روايات كثيرة.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون _ 18. ولا تكونوا كالذين
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست