تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ١٤٠
أصحاب اليمين.
قوله تعالى: " وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم " تصلية النار الادخال فيها، وقيل: مقاساة حرها وعذابها.
والمعنى: وأما إن كان من أهل التكذيب والضلال فلهم نزل من ماء شديد الحرارة، ومقاساة حر نار جحيم.
وقد وصفهم الله بالمكذبين الضالين فقدم التكذيب على الضلال لان ما يلقونه من العذاب تبعة تكذيبهم وعنادهم للحق ولو كان ضلالا بلا تكذيب وعناد كانوا مستضعفين غير نازلين هذه المنزلة، وأما قوله سابقا: " ثم إنكم أيها الضالون المكذبون " فإذ كان المقام هناك مقام الرد لقولهم: " أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون " الخ، كان الأنسب توصيفهم أولا بالضلال ثم بالتكذيب.
قوله تعالى: " إن هذا لهو حق اليقين " الحق هو العلم من حيث إن الخارج الواقع يطابقه، واليقين هو العلم الذي لا لبس فيه ولا ريب فإضافة الحق إلى اليقين نحو من الإضافة البيانية جئ بها للتأكيد.
والمعنى: أن هذا الذي ذكرناه من حال أزواج الناس الثلاثة هو الحق الذي لا تردد فيه والعلم الذي لا شك يعتريه.
قوله تعالى: " فسبح باسم ربك العظيم " تقدم تفسيره، وهو تفريع على ما تقدمه من صفة القرآن وبيان حال الأزواج الثلاثة بعد الموت وفي الحشر.
والمعنى: فإذا كان القرآن على هذه الصفات وصادقا فيما ينبئ به من حال الناس بعد الموت فنزه ربك العظيم مستعينا أو ملابسا باسمه وانف ما يراه ويدعيه هؤلاء المكذبون الضالون.
(بحث روائي) في المجمع في قوله تعالى: " أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون " وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يقولن أحدكم: زرعت، وليقل: حرثت.
أقول: ورواه في الدر المنثور عن عدة من أصحاب الجوامع عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست