تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٣٨٤
بنيناها بأيد) أي بقوة، وقال: (وأيدهم بروح منه) أي بقوة، ويقال: لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة.
وفي التوحيد بإسناده إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام خطبة طويلة وفيها: بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة، واليبس بالبلل، والخشن باللين، والصرد بالحرور، مؤلفا بين متعادياتها، مفرقا بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها وذلك قوله:
(من كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون).
ففرق بين قبل وبعد ليعلم أن لا قبل له ولا بعد له، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها، حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبين خلقه.
وفي المجمع في قوله تعالى: (ففروا إلى الله) وقيل: معناه حجوا. عن الصادق عليه السلام.
أقول: (ورواه في الكافي وفي المعاني بالاسناد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام.
ولعله من التطبيق.
* * * كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون - 52. أتواصوا به بل هم قوم طاغون - 53. فتول عنهم فما أنت بملوم - 54. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين - 55.
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون - 56. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون - 57. إن الله هو الرزاق ذو القوة
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست