تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٣٨٢
ومن المحتمل أن يكون (موسعون) من أوسع في النفقة أي كثرها فيكون المراد توسعة خلق السماء كما تميل إليه الأبحاث الرياضية اليوم.
قوله تعالى: (والأرض فرشناها فنعم الماهدون) الفرش البسط وكذا المهد أي والأرض بسطناها وسطحناها لتستقروا عليها وتسكنوها فنعم الباسطون نحن، وهذا الفرش والبسط لا ينافي كروية الأرض.
قوله تعالى: (ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) الزوجان المتقابلان يتم أحدهما بالآخر: فاعل ومنفعل كالذكر والأنثى، وقيل: المراد مطلق المتقابلات كالذكر والأنثى والسماء والأرض والليل والنهار و البر والبحر والانس والجن وقيل:
الذكر والأنثى.
وقوله: (لعلكم تذكرون) أي تتذكرون أن خالقها منزه عن الزوج والشريك واحد موحد.
قوله تعالى: (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين) في الآيتين تفريع على ما تقدم من الحجج على وحدانيته في الربوبية والألوهية، وفيها قصص عدة من الأمم الماضين كفروا بالله ورسله فانتهى بهم ذلك إلى عذاب لاستئصال.
فالمراد بالفرار إلى الله الانقطاع إليه من الكفر والعقاب الذي يستتبعه، بالايمان به تعالى وحده واتخاذه إلها معبودا لا شريك له.
وقوله: (ولا تجعلوا مع الله إلها آخر) كالتفسير لقوله: (ففروا إلى الله) أي المراد بالايمان به الايمان به وحده لا شريك له في الألوهية والمعبودية.
وقد كرر قوله: (إني لكم منه نذير مبين) لتأكيد الانذار، والآيتان محكيتان عن لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) قال: خلقك
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست