تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٣٥٨
أجله شقيا أم سعيدا ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا فيحفظه حتى يدرك ثم يرتفع ذلك الملك.
ثم يوكل الله به ملكين يكتبان حسناته وسيئاته فإذا حضره الموت ارتفع ذلك الملكان وجاء ملك الموت ليقبض روحه فإذا أدخل قبره رد الروح في جسده وجاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان.
فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فبسطا كتابا معقودا في عنقه ثم حضرا معه وأحد سائق وآخر شهيد. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إن قدامكم لأمرا عظيما لا تقدرونه فاستعينوا بالله العظيم.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) قال: هو استفهام لان الله وعد النار أن يملأها فتمتلئ النار ثم يقول لها: هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيد؟ على حد الاستفهام أي ليس في مزيد.
أقول: بناؤه على كون الاستفهام إنكاريا.
وفي الدر المنثور أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى تضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط وعزتك وكرمك.
ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا آخر فيسكنهم في قصور الجنة.
أقول: وضع القدم على النار وقولها: قط قط مروي في روايات كثيرة من طرق أهل السنة.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: (لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد) قال:
النظر إلى رحمة الله.
وفي الدار المنثور أخرج البراز وابن أبي حاتم وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي في البعث والمنشور عن أنس في قوله تعالى: (ولدينا مزيد) قال:
يتجلى لهم الرب عز وجل.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست