تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٣٠٥
حكيم - 8. وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين - 9. إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون - 10.
(بيان) تتضمن السورة مسائل من شرائع الدين بها تتم الحياة السعيدة للفرد ويستقر النظام الصالح الطيب في المجتمع منها ما هو أدب جميل للعبد مع الله سبحانه ومع رسوله كما في الآيات الخمس في مفتتح السورة، ومنها ما يتعلق بالانسان مع أمثاله من حيث وقوعهم في المجتمع الحيوي، ومنها ما يتعلق بتفاضل الافراد وهو من أهم ما ينتظم به الاجتماع المدني ويهدي الانسان إلى الحياة السعيدة والعيش الطيب الهنئ ويتميز به دين الحق من غيره من السنن الاجتماعية القانونية وغيرها وتختتم السورة بالإشارة إلى حقيقة الايمان والاسلام وامتنانه تعالى بما يفيضه من نور الايمان.
والسورة مدنية بشهادة مضامين آياتها سوى ما قيل في قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) الآية وسيجئ.
قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم) بين يدي الشئ أمامه وهو استعمال شائع مجازي أو استعاري وإضافته إلى الله ورسوله معا لا إلى الرسول دليل على أنه أمر مشترك بينه تعالى وبين رسوله وهو مقام الحكم الذي يختص بالله سبحانه وبرسوله بإذنه كما قال تعالى: (إن
(٣٠٥)
مفاتيح البحث: الخمس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست